ندى اليوسف |
بعد خمس سنوات من انطلاقها، جامعة إدلب تخرِّج الدفعة الأولى من طلاب كلية الهندسة المدنية والميكانيكية، التي تُعدُّ من الكليات المُستحدثة فيها، ليتبادر إلى الأذهان السؤال الذي طالما يؤرق كل خريج: هل يوجد عمل بعد التخرج؟ وهل للمناطق المحررة قدرة على استيعابهم؟ وهل للجامعة والحكومة خطط لاحتوائهم في مشاريع قائمة ومنها يُخطط لها؟
(صحيفة حبر) التقت وزير التعليم العالي د. (فايز خليف) للوقوف عند حيثيات الموضوع، حيث أكد في حديثه لنا أن “تخريج دفعة من طلاب الهندسة أهمية للشمال السوري عامة، فنحن بحاجة كبيرة إلى مهندسين بمختلف الاختصاصات، نتيجة النقص في مثل هذه الكوادر؛ والسبب سياسة نظام الأسد الإجرامية من قصف ممنهج لمختلف مناطق الشمال المحرر التي أدت إلى تدمير البنية التحتية بشكل شبه كامل”.
وأردف بقوله: “نحن مقبلون على إعادة الإعمار، ونحتاج الكثير من المهندسين الثوريين”.
وعن خطط حكومة (الإنقاذ) للاستفادة من الخريجين الجدد، أوضح د.(خليف): “سياسة حكومة (الإنقاذ) تهدف إلى استيعاب كافة المهندسين بمختلف الاختصاصات، بدءًا من الآن، إضافة إلى جهود الجامعة والحكومة، وتأمين إكمال دراساتهم العليا لزيادة كفاءتهم العلمية والعملية من خلال إيفاد خريجي الكليات الهندسية وتأمين قبولهم في المنح، وافتتاح برامج دراسات عليا في كليات الهندسة”.
يتساءل الكثير عن إمكانيات المهندسين الجدد، لأن جامعة إدلب أُنشئت في ظروف حرب قاسية، وبإمكانات محدودة، يجيب (د. فايز): “بالنسبة إلى كفاءة الخريجين نعمل في وزارة التعليم العالي ضمن كل الإمكانات المتاحة وفي ظروف الحرب الصعبة وهجرة العقول، إذ وضعنا خطة درسية ومناهج حديثة، وعملنا على تأمين الكوادر الاختصاصية قدر الإمكان، ونحاول قدر الإمكان التعويض من خلال المعسكرات الإنتاجية في المستقبل القريب”.
وختم الدكتور كلامه موجهًا كلمة باسمه وباسم وزارة (التعليم العالي) والبحث العلمي إلى مهندسي المستقبل الذين وصفهم بأنهم: “آثروا البقاء والدراسة في (جامعة إدلب) ولم تحدثهم نفسهم بالذهاب سواء إلى أوربا أو مناطق سيطرة نظام الأسد بحجة الاعتراف، فعلى عاتق ذلك الجيل الثوري نضع بناء وتطوير المجتمع، ومن منبر جامعة إدلب نوجه شكرنا إلى من ساعد بذلك النجاح، وبالأخص إلى أبنائنا وبناتنا الطلبة، ونقول لهم: بناء الوطن أمانة في أعناقكم، ومسؤولية النهوض والبناء أُوكِلت إليكم، ونحن على ثقة بكم وبقدراتكم، ونتمنًّى لكم التوفيق والسداد”.
التقينا (مجد الأطرش) خريج (هندسة ميكانيكية) بمعدل 82,18، وقد عبر عن فرحته بالتخرج، قائلًا: “فخور بتخرجي من قسم الهندسة الميكانيكية في جامعة إدلب رغم كل ما واجهته من عقبات، المرحلة المقبلة مليئة بالتحديات، وعلينا نحن المهندسين، حمل ثقيل وسنكون على قدر المسؤولية بإذن الله.”
وتابع: “مستقبل طالب الهندسة كبير جدًا، وذو مجال واسع، فأي عمل سيحتاج إلى (مهندس ميكانيك) لكونه حجر الأساس لأي مشروع صناعي”.
ويأمل (مجد الأطرش) أن يجد احتواءً لمشاريعه التي يخطط لإقامتها مستقبلاً، والتي ينحصر أغلبها في الطاقة البديلة والمتجددة، ولم يفته توجيه شكره لجامعة إدلب التي تبنت أحلامه والكثير من الشباب في ظل الحرب التي كانت سببا في تدمير أحلام العديد من الشباب.
وقد وصف خريج الهندسة المدنية (أحمد اليوسف) فرحة التخرج بأنه “لا يضاهيها شيء، ولاسيما أن معدلي هو 86,6 رغم كل الظروف الصعبة” .
وعبَّر عن رغبته من خلال صحيفة حبر، وهي: “أتمنى من الجامعة أن تقبلني محاضرًا فيها كوني من الأوائل، ولأن الكلية فيها نقص بالكادر التدريسي، إضافة إلى تفعيل الحكومة نقابة المهندسين، وعمل البلديات بشكل واسع، ومنع الإعمار دون ترخيص، لأنه يجعل عامل (البيتون) مكان المهندس.”
أما (أمجد الحسن) الذي تخرج بمعدل 82,55 يفتخر أنه تخرج من المناطق المحررة التي قاست أشد ظروف الحرب، فهو يرغب بدعم مشروعه الذي وصفه بقوله: “هو عبارة عن شركة هندسية أو منظمة نعمل على تأسيسها لإعادة بناء المحرر من جديد”.
وعود من حكومة (الإنقاذ) والوازرة، وآمال للمهندسين الجدد هدفها النهوض بالمحرر عسى أن يحققوا ما سعوا إليه.