رنا الحلبي
شباب حضاري فعّال وقادر على التغيير، يساهم في صنع القرار والمشاركة الفاعلة في تطوير المجتمع للارتقاء والتغيير الإيجابي.
ففي مبادرة إنسانية، وخطوة سبّاقة من فريق المرأة في مؤسسة شباب التغيير، قرر الفريق زيارة دار الصفا للمسنين في حي المشاطية في حلب، وبموارد ذاتية وجهود جماعية قام ذلك الفريق بجمع الملابس لتوزيعها على المسنين والأيتام في مدينة حلب المحاصرة بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك.
وكان لصحيفة حبر في ذلك اليوم زيارة للدار الذي يقدم الخدمات والرعاية لنزلائه. حيث التقت حبر مع العم ” أبو رجب ” مدير الدار، الذي أفادنا بعدد النزلاء البالغ 114 امرأة و80 رجلاً ليس لهم أقرباء يسألون عنهم أو يقومون بزيارتهم.
وتابع العم قائلاً: ” الدار يعاني من عدم توفر احتياجاته، حيث لا يتلقى أي دعم من أية جهة إغاثية ترعاه وتؤمن متطلباته، ويعمل في الدار 43 عاملاً وعاملة خلال فترة 24 ساعة متواصلة”.
وتوجهنا بسؤال إلى العم أبو رجب عن الفئات العمرية التي يستقبلها، فأجاب: ” لا يوجد أعمار محددة، فمنذ يومين استقبلنا طفل بعمر 12 سنة حيث اصطحبه والداه بسبب عدم قدرتهم على تربيته، وقالت الأم: الآن سأطمئن عليك يا ولدي لأنَّك ستنتهي من ظلم أبيك، كما استقبل الدار طفلة تائهة تبلغ من العمر 10 سنوات لا تعرف أين أهلها”.
وخلال جولة حبر في الدار وجدنا حالات إنسانية يرثى لها، تحترق لها القلوب، وتهتز المشاعر حزناً، فهناك بعض النزلاء يعانون من أمراض نفسية وعقلية تحتاج لرعاية وعناية فائقة، وحسب إمكانية الدار الضئيلة وشبه المعدومة، لا تتوفر تلك الرعاية لهم إضافة لحاجتهم للمتطلبات الأساسية كالحفاضات والمازوت والمنظفات والعديد من المستلزمات الأولية التي يفتقدها الدار.
وقد قام فريق شباب التغيير بمحادثة المقيمين وتوزيع الملابس وتقديم الحلويات لهم؛ لإدخال البهجة والسرور لقلوبهم ابتهاجاً بعيد الأضحى، وبالفعل بدت علامات الامتنان على وجوههم التي حرمت زيارة الأقارب والأصدقاء.
وفي نهاية الزيارة شكر العم أبو رجب ذو الوجه البشوش والقلب النقي هؤلاء الشابات والشبان على مبادرتهم الإنسانية، وتوجه بالنداء للجمعيات والمنظمات الإغاثية لتقديم الدعم وتوفير المتطلبات الأولية التي يحتاجها الدار.
وكما نعلم جيداً أنَّ فئة كبار السن تعدُّ من أكثر فئات المجتمع حاجة للرعاية والعناية، لا سيما من يفتقدون ذويهم وأقرباءهم، فقد سلط الضوء أولئك الشبان بزيارتهم على بقعة وشريحة تكاد تفقد حقها في ممارسة حياة كريمة، فلولا وجود أصحاب الأيادي والقلوب البيضاء أمثال العم أبو رجب وعمال الدار كافة لما لاقوا مكاناً يأويهم في مجتمعنا.
فيجب علينا تقديم الرعاية المناسبة كلٌ حسب استطاعته؛ لنرتقي بمجتمعنا ونقدم الحق لأصحابه للعيش بسلام في وسط جو يسوده الحرب والدمار.