ميرنا الحسن
أقامَ مجلسُ مدينةِ إدلب يوم الثلاثاء 15 أغسطس لقاءً مسائياً في مجمَّعِ النادي العائلي داخلَ مدينةِ إدلب، تضمَّنَ العديدَ من الفعاليَّاتِ والهيئاتِ المدنيَّة وممثلين عن الحكومةِ المؤقَّتة والمجالسِ المدنيَّة والنقاباتِ والتجمُّعاتِ الثوريَّة، وعددٍ من الناشطين والإعلاميِّين في المناطقِ الخارجةِ عن سيطرة نظام الأسد.
وأُطلِقَ خلالَ اللقاءِ مشروعُ مبادرةٍ من مجلسِ مدينة إدلب من الممكنِ أن تكونَ خطوةً مستقبليَّةً تحمي سكانَ المناطقِ المحررة من خطرٍ محدقٍ وسطَ تبدلاتٍ محليَّة طرأت حديثاً ومن المتوقَّع أن تقابلَها متغيراتٌ وردودٌ دوليَّة تضرُّ المناطق الخارجة عن سيطرةِ نظام الأسد برمَّتها.
وفي هذا الصددِ قالّ مديرُ مجلسِ مدينةِ إدلب “إسماعيل عنداني” لــ صحيفة حبر حول هدفِهم من هذا اللقاء: “انطلاقاً من شعورِنا بالمسؤوليَّة لإنقاذِ شعبِنا كانَ لزامًا علينا أن نتداعى لإيجادِ مخرَجٍ للأزمة التي تهدِّدُ مناطقَنا المحرَّرة مما يحاك لها من قوى الشرِّ، إضافةً إلى إنهاء حالة الفوضى والفلتانِ الإداري والأمني، عن طريقِ تسليم إدارتِها إلى أجسامٍ مدنيَّة بعيداً عن العسكرةِ والفصائل”.
أمَّا عن أهمِّ النقاطِ الأساسيَّة التي تقومُ عليها المبادرةُ كانتِ الدعوةُ لمؤتمرٍ عام للمناطق المحرَّرة يضمُّ جميع المؤسساتِ الفاعلة ليكون هذا المؤتمر بمثابةِ هيئةٍ تأسيسيّة، وتشكيلِ حكومةِ إنقاذ تنبثق عنها إدارةٌ مدنيّة مستقلَّة منفتحة داخلياً وخارجياً لتحقيقِ المصلحةِ العامة للبلاد والسكان ولا تخضع لأيِّ جهةٍ عسكريّة، وتتّصفُ هذه الحكومةُ بأنَّها سترتكز على التعاقديّة والمؤسساتيّة والقانونية من قاعدة الهرم إلى القمة.
فضلاً عن تأسيس مؤسسةٍ قضائيّة مستقلَّة قوية فاعلة، تتعامل بالقسط مع الجميع، إضافةً لتأسيس مؤسَّسة عسكرية أيضاً مستقلّة تأخذُ على عاتقها صدَّ كلِّ عدوان وحمايةِ الشعبِ والبلاد، ناهيك عن تأسيس جهاز شرطةٍ مدنيّة مهمَّته حفظ الأمن والنظام العام يتبع للسلطة السياسية وتحت إشرافِ السلطة القضائية.
إلى جانب تشكيلِ لجان علاقاتٍ عامة لشرحِ مهامِ ودورِ الحكومةِ المدنيّة ورؤيتها وبرامجها للمحيط الإقليمي والدولي، واستجلاب الدعمِ السياسي والمالي.
وعقب مناقشةِ المبادرة من قبل الحضور والإجابةِ عن تساؤلاتِهم، وضَّح أعضاء المجلس أنَّها ليست مبادرةً نهائية مفروضة بل رؤيةً لكلِّ من يريدُ الخير للمناطق المحرَّرة، والجميعُ مدعو لتحمُّل المسؤولية، لذلك توصَّلوا إلى ضرورة استمراريّة الاتصال مع الجميع عبر مواقعِ التواصل الاجتماعي لبدءِ العملِ بتلك المبادرةِ والنهوض نحو الأفضل.
أمَّا عن جدّية المبادرةِ وطرحها ومدى تقبُّلها الأولي من كافة الحضور وإمكانيّة العمل بها مستقبلًا، أضاف “عنداني” أنَّه في الحقيقة كان الحضور لافتاً مما يدلُّ على أهميةِ الطرحِ وشعورِ الجميع بخطورةِ المرحلة الراهنة والسعي للخروج منها بأقلِّ ضرر.
بدورها أردفت عضو مجلس الإدارة لمنظمةِ ركين “إيمان شامية” التي حضرت مع مجموعةٍ من النساء العاملاتِ داخلَ المناطقِ المحرَّرة بالمؤسَّسات والمنظَّمات المدنيّة أنّ هذا اللقاء سيكونُ له نتائجُ مثمرةٌ في الأيامِ القادمة كونه سيتم إغناء جيد للمبادرة من كافة المعنيّين كي تتبلورَ بشكلٍ أوضح على أرض الواقع.
هذا وقد تشكّلَ مجلسُ مدينةِ إدلب مطلعَ العام الحالي بعد إجراء لجنةٍ انتخابية وإتاحة فرصة الترشُّح والانتخاب أمام سكان مدينة إدلب، ليقومَ بعدها وبالتعاون مع منظماتٍ عدة بمشاريعَ تنمويّة أو تجميليّة أو خدميّة داخل مدينة إدلب، كان آخرها إنهاء حفرِ بئرٍ بأحد أحياء إدلب ضمن مشروعهم مع منظمة hand in hand، سبقه إصدارُ لوحاتٍ رقميّة للسيارات عامة بمناطق ومدن كبيرة في محافظة إدلب عن طريق مديرية النقلِ التابعة له.