عبد الملك قرة محمد
يعاني القطاع التعليمي في الشمال السوري من مشاكل متعددة أبرزها المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها أغلب شرائح المجتمع السوري التي غالباً ما تؤدي إلى ابتعاد أفراد الأسرة عن الحياة التعليمية والتحاقهم بالحياة العملية بغية تأمين الحياة الكريمة، هذا ما يبدو واضحاً في المناطق المحررة من خلال قلة عدد المتعلمين الذكور قياساً لعدد الإناث، وذلك نتيجة الحاجة لتأمين لقمة العيش وارتفاع التكاليف الدراسية داخل المناطق المحررة ما أفرز مشكلات لا تقف عند التسرب وانتشار الجهل، بل قد تتعداهما إلى انتشار سلوكيات عدائية إذا ما لم يتم احتواء الطفل أو الشاب في جو أسري مناسب للفئة العمرية التي وصل إليها.
وزارة التربية الحرة تخطو بثبات وسرعة في تطوير العملية التعليمية من خلال المراقبة والتقييم المستمرين لمعظم المدارس والمدرسين في المناطق المحررة.
وانطلاقاً من الحاجة الاجتماعية، أقام عدد من المدرسين مشروعاً تعليمياً تحت مسمى “مركز الشباب للدراسات والتأهيل” وهو مركز تعليمي انطلق منذ عام 2013 وهو في تطور ديناميكي دائم، وقد لاقى إقبالاً واسعاً في ريف حلب.
ويضم المركز عدة أقسام تستهدف جميع المراحل التعليمية، ومن أهم الأقسام: روضة البراعم التي تهتم بغرس القيم الأخلاقية كما تعمل على تنمية شعور الرغبة لدى الأطفال وإعدادهم لدخول المدرسة، ويشرف على تعليم الأطفال مدرسات متخصصات في مجال التربية (رياض الأطفال) وتضم الروضة قسماً خاصاً بالدعم النفسي والترفيه.
وإلى جانب الروضة يضم المركز معهداً خاصاً لفئة الشباب يهتم بتدريس أهم المواد العلمية والشرعية واللغات، إضافة لاهتمامه بالمهارات الحياتية والتنشئة الاجتماعية للفرد.
ويضم المركز قسماً خاصاً بتنمية وتمكين المرأة من خلال التوعية والاهتمام بتعليم المرأة وعملها، وذلك بالقيام بعدة دورات تعليمية ثقافية، إضافة إلى الدورات المهنية التي تهتم بتعليم المرأة أهم الحرف النسائية كالحياكة والأعمال اليدوية الأخرى.
أضف إلى ذلك القسم التدريبي الخاص بتدريب مختلف الكفاءات لاسيما فئة المعلمين، ويقوم المركز بإجراء ثلاث دورات شهرية تشمل الاستراتيجيات التعليمية ودورات المعلوماتية واللغة الإنجليزية والتنمية البشرية.
الأستاذ عبد الله درويش مدير مركز الشباب للدراسات والتأهيل، وهو موجه اختصاصي ومدرب في مجال التعليم صرّح لصحيفة حبر” نحاول من خلال المركز أن نقلل من نسبة التسرب المدرسي وغرس المحبة في نفوس أبنائنا تجاه المدرسة والمركز من خلال تنوع أقسامه يعد محاولة رائدة في مجال التعليم تستهدف جميع المراحل العلمية”
الأستاذ ربيع حميدي مدرس في المركز وهو موجه تربوي في التربية الحرة ” الفكرة الرئيسية في المركز هو استهدافه لجميع الشرائح ومحاولة دمج العلوم الشرعية والكونية في المراحل الدنيا من عمر الطلاب، كما يهدف المركز إلى تطوير دور المرأة والمعلم وتزويده باستراتيجيات مناسبة لدفع عجلة التعليم”
ويقدر عدد المستفيدين من الخدمات التعليمية التي يقدمها المركز نحو 100مستفيد شهرياً على اختلاف مراحلهم الدراسية موزعين على مختلف أقسام المركز.