انضمت مدينة محردة السورية إلى قائمة دول عدم الانحياز بعد تكرار المعارك على أطراف المدينة دون رغبة طرف من الأطراف السورية بالسيطرة عليها، فالنظام السوري يتمنى من المعارضة السورية المسلحة السيطرة على المدينة ليستجدي التحالف الدولي الذي يضع خطوطاً حمراء حول تقدم المعارضة السورية على أية منطقة تتبع لطائفة غير سنية ليدعمه أكثر، حيث إنَّ النظام يطمع بإجبار التحالف على تكثيف طلعاته الجوية لقصف المعارضة، كما قد يكسبه ذلك تأييداً شعبياً واسعا من قبل منظمات حقوق الإنسان والشعوب الغربية.
وقد أعرب طيارو النظام عن تأنيب الضمير الذي بات يصيبهم بسبب تركيزهم المستمر على قتل المواطنين السوريين السنة، حيث صرَّح العميد الركن الطيار “ح.غ” عن رغبته الشديدة بقصف البيوت المسيحية، وذلك لأنَّ القيادة المسلحة وعدته بأن يكون مشرفاً على هذه العملية في حال تمت كتعويض منها على عدم إشراكه في قصف معلولا وتل أبيض وباقي المناطق المسيحية، لأنَّ الضباط الذين شاركوا في العمليات تلك كانت واسطتهم أعلى، حيث إنَّ الأولوية في تلك العمليات كانت لأبناء القرداحة لأنَّهم أصبحوا يشعرون بالملل بسبب طلعاتهم المستمرة على حلب وإدلب وحمص والغوطة والجنوب، كما أنَّ قصف باقي الطوائف سيدعم السيرة الذاتية للطيارين في حال الترقية.
وبدوره أعلن “م.ب ” أحد معممي حزب الله بأنَّ مفتاح الجنة غير محصور بقتل السنة، بل بقتل المسيحيين أيضاً، ويستحسن اختيار تشكيلة من عدة طوائف، كالدروز والإسماعيليين والأكراد وغيرهم، حيث أكد المعمم بأنَّهم لا يكنون عداء للسنة كما يروج الإعلام التضليلي، ذلك لأنَّهم يحبون الدماء مهما كان عرق صاحبها أو ملته أو لونه، وأكد بأنَّ دورهم في سوريا هو تدميري بحت، مؤكداً أنَّ الحزب وإيران وباقي المليشيات العراقية والأفغانية ليسوا طائفيين أبداً.
أمَّا المعارضة السورية أعلنت وبشكل رسمي عن عدم رغبتها بالسيطرة على مدينة محردة بعد تلويح دول كمدغشقر وتاهيتي وتنزانيا بنيتها قصف المعارضة إلى جانب التحالف الدولي الذي اعتادت المعارضة على قصفه في حال تجرأت المعارضة على الدخول.
وقد قام بان كي مون بدوره بالتواصل مع المعارضة السورية، وأخبرهم بأنَّهم لم ينسوا المعاملة الحسنة التي عاملتها المعارضة لراهبات معلولة، لكنَّهم في الوقت ذاته يعلمون أنَّ النظام السوري سيقصف محردة في حال دخلوا عليها، لذلك فإنَّه من الأفضل تجنب المنطقة لكي تبقى القضية محصورة بقتل السنة فقط، كما أنَّ الدول العظمى لا تريد أن تدخل بخلاف مع روسيا في حال عارضتها لكيلا تقصف المدينة.