مع توقعات اصطدامها بالأرض العام المقبل 2017 تتزايد المخاوف من فقدان سيطرة أجهزة الفضاء الصينية على المحطة المسماة “القصر السماوي” التي كانت “رمز القوة السياسية” الصينية حينما تم إطلاقها عام 2011 ضمن جهود علمية طموحة لوضع الصين في مصافّ الدول العظمى في الفضاء.
لكن المسؤولين الأسبوع الماضي تحدثوا من مركز إطلاق فضائي للأقمار الصناعية بصحراء غوبي شمال الصين، وقالوا إن الوحدة غير المأهولة قد “أتمت مهمتها التاريخية بشكل شامل”، وأنها ستدخل المجال الجوي للأرض في النصف الثاني من العام المقبل 2017، حسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الأربعاء 21 سبتمبر/أيلول 2016.
تقول وو بينغ، نائب مدير المكتب الهندسي لمهام الفضاء الصينية المأهولة، حسب ما نقلتها عنه وكالة الأنباء الصينية الرسمية (زينهوا): “بناء على حساباتنا وتحليلاتنا فإن معظم أجزاء مختبر الفضاء ستحترق خلال السقوط”.
وظهر الإعلان ليؤكد أشهراً دامت من الترقب والتكهنات بمصير المحطة الفضائية التي بطول 10.4 متر، والتي فقدت الصين السيطرة عليها بعد ما أصيبت بعطل فني أو تقني.
جوناثان مكداول، عالم فيزياء فضائية مشهور من جامعة هارفارد ذو اهتمامات بالصناعات الفضائية، قال إن الإعلان فيه إشارة إلى أن الصين فقدت سيطرتها على المحطة، وإن عملية دخول المحطة في مجال الأرض ستكون “طبيعية”.
فإن كان الأمر كذلك سيكون من المحال التنبؤ بأماكن سقوط حطام المحطة.
ويضيف مكداول: “لا يمكن توجيه هذه الأجسام، فحتى قبل دخولها مجالنا الجوي بيومين لن يتسنى التنبؤ بموعد السقوط سوى قبل أو بعد 6 – 7 ساعات من موعد الاصطدام الحقيقي. إن عدم معرفتنا لموعد السقوط معناه أننا لن نعرف مكان السقوط كذلك”.
وقال مكداول إن تغييراً بسيطاً في أحوال المجال الجوي قد يؤثر على القطع المتساقطة فيتغير مكان سقوطها “من قارة لأخرى”.
وأوضح مكداول أنه رغم ذوبان معظم الـ8 أطنان من جسم المحطة الفضائية أثناء اختراقها للمجال الجوي فإن بعض القطع مثل محرك الصاروخ من الكثافة بحيث لن يحترق كلياً، “ستكون هناك قطع زنتها 100 كيلوغرام أو ما شابه، يعني أن ضربتها ستكون قاضية إن سقطت عليك”.
وأضاف: “هنالك احتمال للإصابة بأضرار مثل تهشيم سيارة أو انهمار قطع معدنية كالمطر تخترق الأسقف مثلما يحدث إن سقط لوح معدني من ذيل طائرة، لكنه لن يكون ضرراً واسع الرقعة”.
وفي حديثها للصحفيين قالت وو بينغ، المسؤولة الفضائية، إن المختبر الذي جرى إطلاقه في الفضاء وسط زخم وضجة إعلامية كبيرة في سبتمبر/أيلول 2011 قد أسهم “إسهامات هامة في قضية الصين الفضائية المأهولة” طيلة سني خدمته التي طالت 4 سنوات ونصف.
وزعمت أن عودة المحطة إلى الأرض “يستبعد معها أن تؤثر في نشاطات الطيران أو تحدث ضرراً للأرض”.
ونقلت عن وو وكالة (زينهوا) قولها: “لطالما كانت الصين متمرسة في تدبّر حطام الفضاء بإجرائها الأبحاث والاختبارات لتقليل حطام الفضاء ولملمته”.
وقالت وو إن محطة تيانغونغ-1 “لم تمسّ بضرر حالياً”، وإن السلطات “مستمرة في مراقبتها لزيادة القدرة على التحذير المبكر لدى إمكانية تصادمها مع أجسام”.
وأضافت: “إن لزم الأمر فستصدر الصين نشرة بالمواقع المتوقع السقوط فيها وتعممها دولياً”.
متابعو شؤون الفضاء الذين كانوا يراقبون تيانغونغ-1 ويحاولون لفت النظر إلى مأزقها من جهتهم يخشون من وجود خطورة – ولو ضئيلة – من الأضرار التي قد يتسبب بها تناثر وتساقط القطع المعدنية من المختبر أرضاً.
توماس دورمان، وهو عالم فضاء هاوٍ يتعقب مسار المختبر الذي خرج عن السيطرة، نقل عنه موقع space.com في يونيو/حزيران الماضي قوله: “قد يكون يوماً عصيباً إن سقطت القطع في منطقة مكتظة بالسكان”.
وأقر دورمان بأن الأرجح أن يهبط مختبر الصين الفضائي الأول في المحيط أو في منطقة غير آهلة بالسكان. لكنه قال في الختام: “لكن تذكروا أن الاحتمالات لا تصيب دائماً، لذا من الخير مراقبة الوضع”.
المصدر _ هنفغتون بوست