عبد الحميد حاج محمد |
آلاف المتطوعين في مدارس الشمال المحرر لا يتقاضون رواتبًا بسبب قلة الدعم من قبل المنظمات المعنية بالمجال التربوي، وبسبب العجز الحاصل في مديرية التربية والتعليم في إدلب، أو أحيانًا بسبب كثرة الشروط التي تضعها بعض الجهات المانحة حتى يتم قبول المعلم ضمن ملاكها، ويبقى في كل مدرسة معلمون يتقاضون رواتب، وآخرون متطوعون، إلا أنه هناك مدرسة كاملة غير مدعومة!
مدرسة (الرصافة الغربية) شرق مدينة سراقب يعمل مدرسوها منذ أربع سنوات دون أي مرتب من قبل أي جهة مانحة.
صحيفة (حبر) التقت مدير المدرسة السيد “محمد الخلف” الذي حدثنا عن وضع المدرسة بقوله: “المدرسون منذ أربع سنوات يعملون بلا أي أجر، ولا يوجد أي دعم، وناشدنا مديرية التربية والمنظمات المعنية، وتواصلنا مع أكثر من جهة، ولا يوجد إلا الوعود والمتطلبات الكثيرة دون جدوى. “
بدورها مديرية التربية والتعليم هي التي تقدم الخدمات الإدارية واللوجستية لمدارس المحافظة بشكل كامل، وهي التي تقوم بالتنسيق مع المنظمات والجهات المانحة لتأمين كفالات المعلمين المتطوعين في مدارس المحافظة.
الأستاذ (محمد الحسين) نائب مدير التربية والتعليم في إدلب متحدثًا لحبر بخصوص تلك المدرسة: “المديرية تعمل على إدارة ومتابعة 1200 مدرسة في المحافظة من خلال الشؤون الإدارية واللوجستية بشكل كامل، وتُؤمن الكفالات لمعلمي المدارس، لكن رغم كل الكفالات والمنظمات المانحة إلا أنه يوجد قرابة 3500 متطوع في مدارس المحافظة لا يتلقَون رواتب.
ونحن في المديرية زودنا المدرسة بالكتب المدرسية وبمادة المازوت وألواح تعليمية، وأيضا بحقائب إدارية ورياضية وغيرها من المستلزمات اللوجستية، وتعتبر المدرسة مكتفية من الناحية اللوجستية، إلا أن العجز حاصل في دعم الرواتب للزملاء المدرسين، وهي مدرسة كغيرها من المدارس في المحافظة وقد رفعنا دراستها إلى العديد من الجهات المانحة وننتظر، والأمر ليس اعتراف بالمدرسة من قبلنا أو عدمه.”
المدرسون في مدرسة الرصافة الغربية يعملون على تغطية كافة الاختصاصات المطلوبة من خلال إعطاء أكثرهم علمًا في المادة للطلاب، وليس شرطًا أن يكون مختصًا كي يقوم بتدريس الطلاب لعدم توفر معلمين.
يتابع الخلف مردفًا: “المدرسة مجهزة بكافة التجهيزات والوسائل المطلوبة لإتمام المسيرة التعليمية، إلا أنه ينقصها الدعم للمعلمين بالرواتب لتأمين قوت يومهم، وأعتقد إذا بقي الأمر على ما هو عليه ستُغلق المدرسة أبوابها، إذ لا يعقل أن نستمر على الحال نفسه منذ أربع سنوات حتى الآن.”
في السنوات السابقة كان عدد المتطوعين أكثر بأضعاف من هذا العام، إلى أن تدنت نسبة المعلمين المتطوعين بعد تأمين مديرية التربية والتعليم مانحين وداعمين كفلوا بعض المدارس، وبحسب الحسين فإن عدد المتطوعين السنة الماضية بلغ حوالي 4500 متطوعًا.
مدرسة الرصافة تحتوي على أكثر من 250 طالب يتلقون تعليمهم في المدرسة موزعين على تسع غرف صفية ربما ينقطع تعليمهم العام المقبل بسبب انعدام الدعم اللازم لنجاح العملية التعليمية.
يتابع الحسين بقوله: “يبقى التعليم هو من أهم الأمور، واوجب الواجبات علينا، إلا أنه تواجهنا مشاكل أهمها قلة الدعم وسوء الوضع وخصوصًا حملة القصف الهمجية التي تسببت بتوقف عمل المدارس التي تعرضت مناطقها لقصف متكرر ونزوح الطلاب من أماكن دراستهم إلى أماكن أخرى، كل ذلك يُعرقل العملية التعليمية في الشمال المحرر.”
ويختم الحسين: “نحن نسعى ونطالب المنظمات لتأمين مشاريع لكفالة هذه المدرسة وغيرها من المدارس والمعلمين غير المكفولين، لكن إلى الآن لم نتمكن من تأمين الدعم بالرواتب للزملاء الموجودين في المدرسة وغيرها من مدارس المحافظة.”
تأمين مشاريع وخطط تضمن استمرار العملية التعليمية من واجبات مديرية التربية وعليها إيجاد حلول مناسبة لأصعب الظروف التي تكون عائقًا في اتمامها كون التعليم في آخر ثماني سنوات لم يؤدي المطلوب بسبب تخلف بعض الطلاب عن المدرسة وانقطاع الآخرين وإغلاق بعض المدارس بسبب العجز وقلة الدعم عنها.