“بذرة التفوق يزرعها الأهل، وأي ثمرة نزرعها نحصد بذارها وأنا بذرة والدايَّ العلمية ” بهذه الكلمات بدأت حديثها الطالبة عائشة محمود الحلاق من دمشق إحدى المتفوقات بثانوية العز بن عبد السلام في إدلب لـشهادة الثالث الثانوي “البكلوريا”.
حصلت عائشة على مجموع 231 من240 وأبدت سعادتها لهذه العلامة رغم عدم رضاها التام عن المجموع؛ لأن طموحها أعلى لكنها راضية بعد الجهد والتعب الذي قدمته.
صحيفة حبر التقت مع عائشة التي قالت:” التفوق يطمح له الجميع لكن القليل من يصل له، ويعود ذلك لقدرات الفرد بشكل عام، فالتفوق لازمني منذ بداية دراستي لأنه هدفي وربما غيري لا يعده هدفًا.” مضيفة أنها نشأت في عائلة أدب وبيت علم، والداها متعلمان وقدراتهما العلمية جيدة، فتربَّت على حب العلم منذ صغرها، كان عمرها أربع سنوات حين بدأت تقرأ الحروف العربية، وفي الخامسة من عمرها بدأت تقرأ.
واستطردت عائشة بحديثها قائلة: “والدي الذي يدفعني للأمام، وأمي هيأت لي الجو المناسب، ومدرستي ومعلماتي وزميلاتي كان لهنَّ الدور الكبير بدعمي معنويًّا ونفسيًّا.”
وتكلمت كذلك عن علاقاتها بأصدقائها التي لم تتأثر خلال فترة الدراسة، فكانت تستفيد منهنَّ ويتساعدنَ رغم وجود روح التحدي للوصول أولاً للتفوق، وأشارت أنها كانت تحاول أن تدرس بأسلوب اللهو واللعب حين يصيبها الملل لتجدد من نشاطها، ولأنها تحبُّ التميز والأعمال اليدوية ترتب أشياءها بطريقة جاذبة فنية، فمجرد أن تضع لمساتها يصبح كل ما حولها مميزًا.
وذكرت لنا الطالبة المتفوقة “عائشة” هواياتها التي من ضمنها الكتابة والقراءة والتي تلجأ إليها عند ضجرها من دراسة مواد المدرسة التي ستتقدم بها للامتحان.
وأشارت “عائشة” إلى أن الحرب رغم وقعها الصارخ على السوريين إلا أننا أبدعنا وكنا الأوائل في جميع دول العالم، وكأننا كنا مكبوتين مسجونين كمارد داخل مصباح سحري وأتى من يحررنا فانطلقنا رغم كل عذاباتنا بهذه الحرب لنبدع ونثبت للعالم قدراتنا، وقالت بمزاح: “أود أن أشكر نفسي، لا بل خالقي الذي أعطاني قوةً لأصل إلى تفوقي، وأشكر أسرتي التي ربتني على حب العلم وطلبه.”
وقالت الأستاذة “فاطمة بكور” مديرة مدرسة “العز بن عبد السلام” التي تخرجت منها الطالبة المتفوقة: “افتتحت المدرسة قبل بدء الامتحان حتى يستطيع الكادر التعليمي مع الطالبات استرجاع المعلومات مع الطالبات، وبمساعدة الأهل ومتابعتهم الدائمة طوال العام وحضورهم لـمجلس الأولياء وتواصلهم الدائم سواء بالمدرسة أو عبر الاتصالات الدائمة مع المدرسة كان الثمرُ نتائج مميزة، فـالتعاون بين المدرسة والأهل يولد التفوق.
أكثر الصعوبات عند طلابنا الخوف من القصف الذي يمنعهم ربما من إكمال دراستهم، لكن تجاوزنا جميع المصاعب لأننا بحاجة للعلم والنهوض ببلدنا، وحصولنا على هكذا نسبة نجاح في مناطق المحرر كـكل يدفعنا للأمام أكثر، وأتمنى من الطلاب تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتحديد أهدافهم ليصلوا إلى النجاح.”
ذكرت بكور أنه قدم في المدرسة ما يقارب 52 طالبة نجح كلهنَّ عدا واحدة بسبب نزوحها مع عائلتها إلى خارج إدلب، وأغلب الطالبات كنَّ ممَّن حصلنَ على نتائج عالية، بالإضافة إلى تقديم حوالي 200 طالبة ثالث إعدادي (تاسع) كانت نسبة الرسوب 20 طالبة فقط بسبب الظروف الصعبة التي مررنَ بها.
وعبرت “بكور” عن حبها لطالباتها كـأنهنَّ بناتها لأن مسؤوليتهنَّ جميعًا على عاتقها فتخاف عليهنَّ وتتمنى نجاحهنَّ دائمًا وتحاول دعمهنَّ ما استطاعت حتى ينجحنَ.
وختمت بكور حديثها: ” كثير من الأهل ليس باستطاعتهم دفع تكاليف لـدورات إضافية لأبنائهم، فسعينا بمساعدة ودعم مؤسسة قبس للتربية والتعليم أن نقدم لهم المساعدة لـيحصلوا على مجموع مميز ليحققوا مالم نتمكن من تحقيقه مع طلابنا في السنوات السابقة، وأتمنى رؤية طالباتي متفوقات وبأعلى المستويات محققات أحلامهنَّ بتميزهنَّ الدائم، وأن أرى جيلاً قادرًا على حمل المسؤولية الكبيرة التي ستكون على عاتقه ليزهر الوطن بأبنائه من جديد “.