توفي اليوم 23 آذار 2020 عن عمر ناهز 77 عاماً شيخ منشدي حلب حسن حفار أبو أديب ، تاركاً خلفه محبين كثر تعلقوا بصوته العذب ومديحه.
وُلِد الحفار في (ساحة بزة) بحارات حلب القديمة عام 1943، وتربى وترعرع في الزوايا التي يُقام فيها حلقات الذكر ومجالس المديح النبوي والصلاة عليه، وهذا ما كان دارج في خمسينات القرن الماضي كنوع من الزهد والعبادة، حيث كان الحفار يرتاد تلك المجالس مذ كان في عمر 12 عامًا.
والإنشاد الحلبي نوع من أنواع التقرب إلى الله، لذا بدأ (الحفار) يتعرف على المنشــدين الكبار في تلك الزوايا، مثل (المعضمي، والحمامي والتفنكجي) وشيخهم المنشد الكبير المرحوم (صبحي حريري) صاحب الخامة الصوتية النادرة والقوية.
و يُعد ( حفار) من أقدم المنشدين والمتقنين للموشحات والقدود الحلبية، حيث تتلمذ على يد كبار المنشدين والمتقنين في هذا المجال من أمثال المرحوم صبري مدلل وغيره، كما يُعدُّ وريثًا لفن (عمر البطش) .
صقلت موهبة الحفار وصار مُحترفًا على يد الأستاذ الكبير (عبد القادر حجار) الذي علمه الموشحات، أما الأستاذ الكبير بكري كردي فقد عرفه في سنوات حياته الأخيرة فقط.
ولعل أفضل سنواته كانت مع فرقة جمعت كل من (صبري مدلل، وعبد الرؤوف حلاق، والدربي) واستمرت لأكثر من 17 سنة قبل أن ينشئ فرقته الخاصة.
برحيل حسن حفار فقدت حلب مدينة الفن والتراث والإنشاد آخر منشديها الكبار، بل فقدت الساحة الإنشادية الإسلامية قاطبة علمًا من أعلامها خلد اسمه بتراث إنشادي ذاخر. لروحه الرحمة ولمحبيه الصبر والسلوان.