ريم عبد السلام |
بعد خمسة أشهر مرّت على ظهور وباء بكورونا (كوفيد-19) وتفشّيه، أسئلة كثيرة تدور حول الوضع الصحيّ في الشّمال المحرر في ظلّ هذه الجائحة، هل وصل كورونا إلى الشّمال المحرر؟ أم أنّ الوضع مايزالُ آمنًا و خاليًا من أي إصابة بالفعل؟ ماذا عن مراكز الحجر الصحي؟ هل هي مؤمّنة بالكامل في حال اكتشاف أي إصابة؟ كيف تتم الإجراءات المناسبة للوافدين عبر المعابر التركيّة إلى المناطق المحررة بطرقٍ غير شرعية؟
(صحيفة حبر) أجرت حوارًا صحفيًا مع وزير الصّحة في حكومة الإنقاذ الدكتور (أيمن جبس) للإجابة عن هذه التساؤلات، حيث صرّح قائلاً:
“دخل المركز الرئيس في جسر الشّغور الخدمة بتاريخ 10/4 من العام الحاليّ، ولكن بالنّظر إلى أعداد العابرين من الحدود التركيّة للداخل السوريّ بشكل غير نظاميّ وغير متوقع، لم يستطع المركز استيعاب العدد بشكلٍ جيد، وهذا أدّى إلى ازدحامٍ و ضغطٍ كبيرين، وقد استدعى ذلك إنشاءَ مركز ثانٍ في بلدة (كفر كرمين) من قِبل وزارة الصّحة في حكومة الإنقاذ.
اقرأ أيضاً: الخبر الأكثر حزناً..كورونا قد يرافقنا إلى الأبد!!
لدينا حاليًا ثلاثة مراكز موزعة على الشّكل التّالي:
(مركز جسر الشغور _ دركوش) و يحوي 200 سرير تقريبًا، و(مركز كفر كرمين) و يحوي 600 سرير، و(مركز باب الهوى) وفيه 25 سريرًا، و(مركز جسر الشغور الثاني_ زرزور) و هو قيد الإنشاء ويتّسع لمئة سرير.
والتّعقيم مستمر في المراكز كل أربع ساعات للحمّامات، ومقابضِ الأبواب بشكلٍ رئيس، بالإضافة إلى تعقيمٍ شامل للمركز صباحًا و مساءً.
و بالرغم من أنّ العدد يبدو كبيرًا نسبيًا في كلّ غرفة، وهذا بسبب الأعداد الكبيرة الوافدة أصلاً إلى الداخل، إلا أنّ هذا لا يؤثر على فعاليّة الحجر طالما أنّ المحجورين يوضعون في غرفٍ مستقلّة بشكل تراتبي حسب عدد الأيام، و إلزامهم بارتداء الكمّامات و عدم اختلاط نزلاء كل غرفة مع الأخرى.”
وأكّد (د. جبس) أنّ “معظم المحجورين أشخاص سليمون لا يحتاجون رعاية طبية خاصّة، باستثناء مراقبة صباحيّة و مسائيّة فيما يتعلق بدرجة الحرارة والأعراض التنفسيّة المحتملة المترافقة مع كورونا، إضافةً إلى تقديم وجبتي السّحور والإفطار عندما كنا في شهر رمضان، والوجبات الثلاث الأساسيّة بعده، ومياه الشّرب النّظيفة و بعض المشروبات وغيرها من الاحتياجات الأساسيّة.”
وعن آلية الحجر قال (جبس): “يتم حجر القادمين عبر الحدود التركيّة، وفحص القادمين من مناطق غصن الزيتون، ويتم عزل الحالات المشتبهة ونقلها إلى أقرب مركز صحيّ ليتم تقييمها، حيث يستمر الحجر عادةً مدة 14 يومًا، ولكن مع زيادة العدد يصعُب تطبيق هذا، لذلك تصل مدّة الحجر غالبًا إلى سبعة أيام، علمًا أن المحجورين احتُجزوا على الحدود التركيّة لمدة تتراوح من يومين إلى ثلاثة أيام على الأقل قبل دخولهم الحدود السوريّة ونقلهم إلى المركز.”
الجدير بالذِكر أنّ وزارة الصحة أكّدت أنّ ما تقوم به هو حجر، أي تقوم باحتجاز أشخاصٍ سليمين أتوا من أماكن انتُشر فيها الوباء، وذلك لفترةٍ معينةٍ للتّأكد من عدم إصابتهم.
اقرأ أيضاً: في مناطق النظام.. مغترب سوري عاد للوطن وسبب الحجر الصحي لمبنيين!
أما العزل، فهو عزل أشخاص تمّ إثبات إصابتهم في مراكز خاصّة لتجنّب نقلهم العدوى لأشخاص سليمين في المجتمع، ولذلك سُمّيت مراكز العزل بـ “مراكز العزل المجتمعيّ”.
و في حال تم الاشتباه بأي حالة يتمُ عزلها بشكلٍ صارمٍ و إجراء الاستقصاءات الطبيّة اللازمة، و بالنسبة إلى العيّنات إن لَزم تتم عن طريق مسؤول التّرصد الوبائيّ EWARN في منظومةِ التّرصد الوبائيّ.
في النهاية سألنا الدكتور: هل نحن على استعداد لو أنّ الوباء، لا قدر الله، ظهر و انتشر في مناطق الشّمال المحرر؟
أجابنا بقوله: “من المتوقع أنّ ما تمّ عمله حتى الآن إضافةً إلى ما هو موجود مسبقًا هو غير كافٍ إلى حدٍ كبير.. و مانزال بحاجةٍ إلى الكثير لردم الهوة في حال ظهور الوباء لا قدر الله.”
يذكر أن عدد الفحوصات للحالات المشتبه بها وصل إلى 700، وكل النتائج كانت سلبية، بحسب ما أصدرت وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة.