موسى الرحال
يعاني الوضع الصحي في سوريا من تدهورٍ واضحٍ نتيجة ما تفعله القوات الروسيّة من استهداف وتدمير للمباني الصحيّة كالمشافي فقد أصبحت تلك المباني هدفاً أساسياً للطائرات الروسيّة والسوريّة.
دمّر القصف العنيف من قبل قوات الأسد وميليشياته المساندة له عدداً من المستشفيات في المناطق المحرّرة وقد تمّ استهداف ثلاثة مستشفياتٍ في ريف حلب الغربي وبالتالي خرجت المستشفيات عن الخدمة مع العلم أن هذه المستشفيات كانت تقدم الخدمات الطبية لأكثر من 600 ألف نسمة وكان مشفى مدينة الأتارب أحد المستشفيات التي تمّ تدميرها وكذلك مشفى بيوتي في بلدة كفرناها بالإضافة لمشفى في بلدة عويجل البلدة التي تعرضت لقصفٍ عنيفٍ طال المباني السكنيّة والمدارس وأدّى لنزوح عددٍ كبيرٍ من سكانها هرباً من صواريخ الموت وبراميل الإبادة وقد تمّ تدمير المستشفيات الثلاثة بنفس اليوم وذلك بعد استهدافها بالصّواريخ الارتجاجيّة والفراغيّة مما أدّى أيضاً لاستشهاد عددٍ من أفراد الكادر الطبّي.
المراكز الصحيّة والنقاط الطبيّة الصغيرة حلّت كبديل جزئي عن المستشفيات التي دُمّرت حيث تمّ إحداث عدة مراكزٍ طبيّة تقدّم الخدماتِ الصحيّة والجراحيّة رغم تواضعها وتواضع المعدّات التي تتوفّر في كلّ منها.
مراكز الملك سلمان للإغاثة والتّنميّة ولعلاج حالات سوء التّغذية والأمراض المزمنة في ريف حلب تقوم بدورٍ صحي هام ويقبِل عليها الأهالي بشكل كبير لا سيما بما يتعلق بأمراض الطفل ويقدّم المركز خدماته المجّانيّة للأهالي من خلال علاج الأمراض وتشخيصها وتقديم الدواء المناسب.
صحيفة حبر زارت مركز الملك سلمان الرئيسي والتقت مع المشرف الدكتور أيمن قاسم الذي عبّر عن أهمية هذه المراكز وعن دورها في علاج معظم الحالات المرضيّة وقال: إن المركز يضم ثلاثة أقسامٍ أساسيّة القسم الأول منها عبارة عن عيادة أطفال لعلاج الأمراض المزمنة ويتم فيها تشخيص الحالة المرضيّة وتقديم الأدوية المناسبة وبالوقت نفسه تضم العيادة طبيباً مختصّاً بأمراض الأطفال يقوم بتقديم ما يناسبهم من أدوية ويستقبل قسم الأمراض المزمنة جميع الحالات وبمختلف الأعمار.
والقسم الثاني من المركز هو القسم الذي يعنى بجانب الأمومة لذلك يحوي هذا القسم ممرضاتٍ مختصّاتٍ يعملْنَ على مراقبة الحمل وتقديم حبوب الحديد والأدوية المناسبة للنساء الحوامل.
أما القسم الثالث من المركز فيهتمّ بتغذية الأطفال دون سن الخامسة ويقدم هذا القسم جلسات طعامٍ للأطفال فوق عمر السنتين إضافةً إلى تقديم الحليب للأطفال الرُضَّع دون عمر السنتين كما يقدم جلسات توعية للأمهات تتمحور حول نوع الطعام المناسب للأطفال وعن القيمة الغذائيّة التي يجب تواجدها في هذا الغذاء.
ويضم المركز ممرضاتٍ متجولات يتنقلن بين المنازل لكشف الحالات المرضيّة وتوجيه الحالات المحتاجة للكشف الطبي وكذلك توجيه الحالات التي يعتقد أنّها سوء تغذيّة إلى المركز الرئيسي ليتمّ الفحص الطبي اللازم وتقديم ما هو مناسب من غذاء ودواء.
يبرز القطّاع الصحّي على رأس القطاعات الأكثر احتياجاً وتضرّراً مما يحمِّل المنظّمات الإنسانيّة والجهات العاملة في الداخل السوري عبء الاهتمام بالجانب الصحي وتوفير المعدّات اللّازمة ومحاولة ترميم ما دمره قصف الطيران الحربي مما يساهم في تحسين الأوضاع الصحيّة وإعادة المشافي المدمَّرة لتقدّم خدماتها الهامّة.