نشر مركز “مجلس العلاقات الخارجية” للدراسات الأمريكية، تقريراً، قال فيه انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من سوريا، سيؤدي إلى عقد صفقة بين “قوات سوريا الديمقراطية” ونظام “الأسد” في سوريا.
وبحسب التقرير فإن “إعلان ترامب عن قراراه يعد خيانة لشريك واشنطن الأساسي على الأرض شرقي سوريا المتمثل بقوات سوريا الديمقراطية، التي تسيطر على ثلث الأراضي السورية تقريبا، فضلا عن أن قراره يعني تخليه عن حلفاء إقليميين آخرين له، وخاصة إسرائيل، ما يجعلها وحيدة أمام إيران وحزب الله اللبناني في سوريا”.
ولفت التقرير إلى أن “قرار ترامب الأخير إلى جانب قرار بيع إدارته أنظمة صواريخ باتريوت لتركيا الذي ما زال في انتظار موافقة الكونغرس، من شأنه أن يقوي العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، لكنه يحمل في طياته مخاطر هائلة للحكومة التركية”.
وتابع أنه “دون وجود الولايات المتحدة في سوريا، ستعتمد الجهات الفاعلة الإقليمية على روسيا لتحقيق مصالحها”.
ورجح التقرير أن “يتوجه الأكراد إلى الحكومتين الروسية والسورية في أعقاب قرار إدارة ترامب، طالبن إبرام صفقة مع الحكومة السورية تضمن لهم حكما ذاتيا مقابل موافقة الأكراد على استعادة الأسد السيطرة على كامل المناطق السورية في سبيل مواجهة التحرك التركي العسكري، ما سيزيد من احتمالات اندلاع مواجهة بين سوريا وتركيا”.
واعتبر أن “كل المؤشرات الآن تشير إلى أنه ستكون هناك صفقة بين بشار الأسد والأكراد تتيح له استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية مقابل توفير الحماية للأكراد، في مواجهة تركيا.. وفي حال حدوث هذا فإن الوضع سيسوء بشكل كبير، خاصة في حال أعطى الرئيس التركي أوامره للجيش ببدء الهجوم العسكري شمال شرق سوريا”.
وكان قد صرّح شاهين أحمد القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا؛ إن PKK ومن خلال فرعه السوري “ب ي د” يضع العراقيل أمام دخول قوات “بيشمركة روجآفا” إلى شمال شرق سوريا، مرجحا أن يسلم كل المناطق في شمال شرق البلاد للنظام والميليشيات الإيرانية.
ولفت القيادي إلى أن هذه القوات التي تحظى بقبول جماهيري من مختلف مكونات الشعب السوري شرق الفرات، وبأن تركيا لم تعرب عن رفضها أو انزعاجها من دخول قوات “بيشمركة روجافا” إلى شمال شرق البلاد.
وحول منعهم من الانتشار شمال سوريا؛ بين القيادي أنه إذا ترك الأمر لـ “ب ي د” إن الأرجحية ستكون تسليم كل المناطق للنظام والميليشيات الإيرانية، وقال: “إذا أدركت قيادات PKK بأن الحرب مع تركيا في منطقة شرق الفرات لا مفر منها، وأن النتيجة معروفة ومحسومة لصالح تركيا، نظراً لعدم وجود تكافؤ في الإمكانات العسكرية، ستقوم قيادة PKK بإعادة تسليم الأمانة إلى النظام، وخاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار التحالفات القديمة بين الحزب والنظام برعاية إيران ونفوذها”.
المصدر: بلدي نيوز