حسن كنهر الحسين |
في ظل الحملة الشرسة التي يقوم بها النظام وروسيا من قصف وتدمير وتهجير للمدنيين، ظهرت آلاف الإصابات والإعاقات التي تحتاج إلى متابعة العلاج الجراحي بجلسات علاج فيزيائي بعد القيام بالإسعافات الأولية والعمليات الجراحية .
صحيفة حبر زارت (مركز العلاج الفيزيائي) المجاني لعلاج المرضى في مدينة (الدانا) بريف إدلب الشمالي، والتقت الأستاذ (موسى الهزاع) المسؤول عن إدارة المركز الذي أفادنا أن “المركز انطلق في عمله بتاريخ ١ أيلول/سبتمبر ٢٠١٨ لمساعدة الأهالي والأشخاص المصابين جراء الحرب بجلسات المعالجة الفيزيائية ومتابعتها.”
يتكون المركز من صالة كبيرة وثلاثة أجنحة أحدها خاص بالذكور والآخر بالإناث، كما يوجد جناح خاص بالأطفال، ويقوم بالعلاج كادر من المعالجين الفنيين مؤلف من خمسة معالجين وأربع معالجات، بالإضافة إلى داعم نفسي، وطبيب يقوم بتشخيص الحالات والإشراف على حالة المرضى، كما يوجد في المركز فريق متنقل من المعالجين مكون من معالجين اثنين ومعالجة يقومون بالخروج بشكل يومي على المخيمات لتشخيص الحالات الموجود في تلك المخيمات ومعالجتها.
وعن الحالات التي يستقبلها المركز يوميًا وكيفية العلاج أشار (الهزاع) بقوله: “يستقبل المركز بشكل يومي أكثر من 60 حالة بين مريض ومراجع، وتجري عملية المعالجة إما عن طريق إحالة المريض من قبل أحد المشافي العامة أو الخاصة أو من قبل طبيب عظمية أو عصبية، كما تجري عملية المعالجة عن طريق تشخيص حالة المريض من أحد أفراد الكادر المتمرسين الموجودين في المركز ويجري أيضل تشخيص تلك الحالات من قبل الطبيب الموجود في المركز لذي بدوره يقوم برسم خطة العلاج للمريض، حيث يقوم الكادر الموجود في المركز بمتابعتها، وثمة بعض الحالات تتطلب القيام بعمل جراحي يتم إحالتها غالبًا إلى مشفى عقربات أو باب الهوى”.
(محمد الحسين) أحد المعالجين الفيزيائيين في المركز يقول: “بعد أن يتم توصيف الإصابة وتحديد نوعها من خلال الفحص السريري للمريض، يتم تحديد نوع العلاج ووضع الخطة العلاجية اللازمة التي تكون من خلال إجراء التمارين العلاجية التي تختلف حسب نوع الإصابة والسير عيها حسب الخطة العلاجية على مراحل متعددة وتقديم الاحتياجات الازمة للمرضى ويتم متابعة المصاب عن كثب وتقديم النصائح والإرشادات لأسر المصابين والطرق المثلى للتعامل معهم لتحقيق النتائج المرجوة”.
وبالإضافة إلى تقديم العلاج الفيزيائي يعمل المركز على تقديم الكثير من الأدوات التي يحتاجها المرضى والتي تساعد في إتمام علاجهم مثل (كراسي العجزة، الجبائر، والعكازات، والوكرات) التي تناسب كافة الأعمار بالإضافة إلى كراسي الحمامات.
كما يقوم المركز بتقديم العلاج النفسي للمرضى اللذين يتلقون العلاج الفيزيائي في المركز وذلك لأهمية العامل النفسي في إتمام عملية شفاء المريض.
يقول والد (عائشة) البالغة من العمر أربع سنوات: “إن ابنته بدأت تخطو خطواتها الأولى بعد سلسلة من جلسات العلاج الفيزيائي الشاقة التي استمرت لعدة أشهر وبات وضعها أفضل مما سبق، حيث كانت تعجز عن الوقوف في وقت سابق نتيجة ارتخاء عضلي معمم ناجم عن نقص أكسجة دماغية”.
وبالنسبة إلى سعيد (27 عامًا) فقد بدأ يتماثل بالشفاء بعد إصابات بليغة نتيجة القصف، حيث تسببت له بإعاقة في يده اليسرى استمرت لأكثر من سنة، يقول: “أكثر ما يريحني في المركز مجانية العلاج، لاسيما في هذه الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، فقد أصبت بغارة جوية استهدفت منزلي ما أدى لإصابتي إصابة بليغة، تمثلت بكسور جسيمة في يدي اليسرى وأذية بالعصب الكعبري ادت لعجز جزئي بالطرف المصاب مما دفعني إلى الجلسات العلاجية في مركز الدانا المجاني فحالتي المادية سيئة، ولا استطاعة لي على دفع تكاليف الجلسات العلاجية في المراكز الخاصة”.
يُعدُّ العلاج الفيزيائي من أهم وسائل العلاج الطبيعي، حيث يعتمد على التمارين العلاجية التي تختلف باختلاف الإصابة لمساعدة المريض على استعادة قدراته الجسدية والاستقلالية في الحياة اليومية، كما يناسب جميع الفئات العمرية عندما تصبح وظائفهم الحركية مهددة نتيجة لتقدم العمر أو الإصابات أو الاضطرابات الحركية أو أي عوامل بيئية أخرى.