عبد الكريم الثلجي |
انتهى موسم حصاد القمح والشعير في منطقة جنوب حلب، وبدأ المزارعون في المنطقة بالتجهيز لدورة زراعية ثانية في الأرض نفسها (تربيصها) من أجل موسم زراعي صيفي.
ويقول “عبد أبو أحمد” وهو أحد المزارعين في منطقة جنوب حلب لصحيفة حبر عن الموسم الصيفي: “يعتبر الموسم الصيفي من أساسيات الزراعة في منطقتنا إذا ما توفرت المياه من أجل سقاية الأرض، فبعد أن نجني محصول القمح والشعير في الأراضي المروية نقوم (بتربيص) الأرض وبعدها نقوم بحراثتها وبذرها للموسم الصيفي، ونعتمد في سقايتها على مجرى نهر قويق القادم من مدينة حلب الذي كان سابقاً يجري بغزارة لكن توقف ضخ المياه فيه من نهر الفرات في عام 2011 وذلك نتيجة توقف العنفات عن العمل بسبب العمليات العسكرية في منطقة مشفى الكندي بالقرب من مدينة حلب، والتي تسيطر عليها قوات النظام ولم تقم بإعادة تشغيل العنفات فيه حتى اللحظة، ويروي نهر قويق مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية جنوب حلب، ويصب في مجمع مياه كبير يطلع عليه محلياً “السيحة” بمساحة تتألف من مئات الهكتارات بالقرب من قرية الواسطة جنوب حلب التي سيطرت عليها قوات النظام مطلع عام 2018 في معارك شرق السكة.”
وعن أنواع المحاصيل الصيفية يتابع أبو أحمد: “تتنوع المحاصيل الصيفية لدينا، من ذرة بيضاء وصفراء وقطن وملوخية وعباد الشمس وخضروات صيفية، ولكن في أغلب الأحيان نزرع الذرة البيضاء، بسبب تكلفتها القليلة وسعرها الجيد الذي يُحقق للمزارع مردوداً مناسباً يعوض التكاليف العالية التي تكلفها بالمحاصيل الشتوية، حيث تأثر الموسم بالأمراض التي أصابته وخصوصًا الصدأ الذي أصاب القمح والذنول والشلل الذي أصاب الكمون و قضى على نسبة كبيرة من المحاصيل المزروعة، بالإضافة إلى الحرائق التي تسبب بها القصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات النظام التي تسببت بحرق ما لا يقل عن 200هكتار في منطقة جنوب حلب. “
ويصل سعر الذرة البيضاء بحسب أبو أحمد إلى قرابة 200 ليرة سورية بإنتاج وسطي (3) طن للهكتار الواحد، وهي لا تستخدم في مناطقنا ولا نستفيد منها إلا في بعض الأحيان كعلف للحيوانات والطيور، بينما يتم تصديرها عبر التجار في الغالب إلى العراق، حيث تستخدم في صناعة الكحول الطبية وتستخدم في صناعة خبز الذرة المتعارف عليه في العراق.
يحتاج محصول الذرة لحراثة قبل البذار، وإلى عملية الصباب ودوس الأرض وراء الصابوبة، وعندما تبلغ الذرة قرابة ربع متر، يتم دوس الأرض مرة ثانية لتجهيزها للحراثة مرة أو مرتين، وبعدها يتم سقايتها مرتين إذا ما توفرت المياه من أجل أن تكبر حبة الذرة ويصبح الإنتاج أفضل، وبعد أن يتم حصادها بالحصادة يتم نثرها في الساحات العامة ليتم تيبيسها، وبعدها تعبأ بأكياس ليتم بيعها للتجار.
يرى مختصون زراعيون أنه من المتوقع أن تنخفض نسبة المحاصيل الصيفية لهذا العام بسبب الوضع الأمني غير المستقر في منطقة جنوب حلب، خصوصاً في المنطقة الواقعة من جنوب بلدة العيس إلى بلدة جزرايا، بسبب القصف المدفعي والصاروخي المتكرر من قبل قوات النظام وعدم استقرار السكان في منازلهم، حيث يوجد أناس ينزحون نزوح مؤقت للقرى المجاورة ليعودوا إلى منازلهم بعد انعدام القصف.
يعاني الفلاح في منطقة جنوب حلب من صعوبات كثيرة، من قلة في الدعم في تامين متطلبات الزراعة من محروقات وأسمدة ومبيدات حشرية وبذار وتكاليف السقاية ونقل وتخزين وبيع المحصول، بالإضافة إلى التكاليف العالية في حال تم سقاية الأرض عن طريق الآبار الارتوازية، والتي تستهلك كمية كبيرة من المحروقات وذلك في المناطق البعيدة نسبياً عن مجرى نهر قويق.