عبد الحميد حاج محمد |
سنشهد خلال الفترة المُقبلة عودة بعض نجوم الدراما السورية الذين غابوا عن سباق الأعمال الدرامية خلال الأعوام السابقة، بعد الأحداث التي شهدتها سورية وانقسام الوسط الفني إلى قسمين، وذلك من خلال مسلسل درامي جديد هو الأول من نوعه.
حيث يُحضَّر للبدء بتصوير عمل درامي جديد أبطاله فنانون سوريون وذلك في عدد من الدول الأوربية، وهو عمل درامي بوليسي يعتمد أسلوب التشويق ويتحدث بشكل أو بآخر عن سورية.
كاتب العمل ومخرجه (كمال الحسون) يقول لحبر: إنه بدأ بتحضير المسلسل قبل أربعة أعوام، ومؤخرًا تم العمل على كتابة السيناريو، وهو الآن على وشك الانتهاء ووضع اللمسات الأخيرة على نصّ المسلسل.
واعتمد (الحسون) طرحًا جديدًا في الأفكار من حيث القصص التي يناقشها المسلسل وطريقة سير الأحداث فيه، واعتمد أسلوب التشويق، حيث تنتهي كل حلقة من حلقاته بحدث يُكشَف في الحلقة التي تليها.
ويقول الكاتب والمخرج (الحسون): “إن الأحداث تتمحور حول رجل أعمال سوري قدم إلى أوربا قبل خمسين سنة، استطاع تأسيس عدة شركات تجارية ضخمة جمع من خلالها ثروة كبيرة خولته دخول عالم صنَّاع القرار الدولي في العالم، بالإضافة إلى مناقشة الوضع السوري خلال أحداث العمل.”
كما يسلط الضوء على عدة عائلات سورية جاءت إلى أوربا قبل الثورة السورية وبعدها، وتم تسليط الضوء على حياتهم في البلاد الجديدة وكيفية تعاطيهم مع الوضع بسورية وهم بعيدون عن المشهد السوري، وكل منهم يذكر قصته بسورية كما حصلت معه.
ويتطرق العمل، بحسب (الحسون)، إلى كيفية إساءة البعض للدين الإسلامي واستخدامه لمصالحهم، وكيف أن البعض لم يتنازل عن مبادئ دينه رغم عيشه في بلاد مختلفة كليًا عن ثقافته الدينية.
الشيء الجديد أن العمل سيذكر المعارك التي حصلت في إدلب، وكيف عانى الأهالي في تلك المناطق من الحملات العسكرية، بالإضافة إلى أن مشاهد من المسلسل سيتم تصويرها في الشمال السوري، إلا أن مُخرج العمل لم يصرح (لحبر) حول نوعية المشاهد التي ستصور في الداخل.
وسيشارك في المسلسل، حسب ما أكده المخرج (كمال الحسون)، نخبة من نجوم الدراما السورية ومن ممثلي الصف الأول، ويتبين أن غالبيتهم من الممثلين الذين وقفوا في صف الثورة السورية وأُجبروا على مغادرة سورية.
وسيجتمع في بطولة المسلسل كل من الفنانين (عبد الحكيم قطيفان، ومكسيم خليل، ومازن الناطور، وماهر صليبي، وسوسن أرشيد، وديمة بياعة، وبطل أوربا في الملاكمة السوري حيدر وردة، ومن تونس الممثلة الشابة مريم بوقديدة، ومن العراق طارق الخزاعي)، ووفق الحسون فإنه يتم التواصل مع الفنانين (جهاد عبدو، ومحمد أوسو) بالإضافة إلى عدد من الوجوه الشابة السورية والعربية المقيمين في أوروبا”.
وسيكون هذا العمل الدرامي هو الأول الذي يصور في عدة بلدان أوربية، حيث ستتم عمليات التصوير في كل من (السويد، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وهولندا، واليونان) بالإضافة إلى المشاهد التي ستصور في الداخل السوري التي وصفها الحسون بأنها مفاجئة العمل.
والمسلسل هو من إنتاج شركة (Nights) التي تعود ملكيتها (لوائل الخالدي) ومقرها باريس، والشركة المُنفذة في السويد هي شركة (S.K.H.A.P) سورية الحسون للإنتاج العالمي.
وبما أن العمل درامي بوليسي فسنشاهد فيه الكثير من مشاهد الأكشن والمطاردات والتفجيرات، بحسب مُخرج العمل، وسيكون (حنا ورد) مدير التصوير، بالإضافة إلى أن العراقي (عمر الجنابي) سيكون مدير الديكور لوضع اللمسات العربية داخل البيوت الأوربية.
وأوضح (الحسون) أنه من المقرر أن تبدأ عمليات التصوير في صيف العام الحالي 2020، إلا أن جائحة كورونا حالت دون ذلك بسبب الإجراءات الوقائية المتبعة من قبل الدول الأوربية، وعلى ذلك ستنطلق أعمال التصوير وتحويل النصوص إلى مشاهد بداية العام 2021، وستمتد طوال أربعة فصول نتيجة تعلقها بأحداث المسلسل وأيضًا لاختلاف الأجواء الطبيعة في أوربا.
مؤلف ومخرج العمل (كمال الحسون) هو من أبناء جبل الزاوية بريف إدلب، ويقيم في السويد ويعمل مخرجًا في التلفزيون الحكومي السويدي، إضافة إلى أنه عمل في السابق مخرجًا منفذًا في عدد من المسلسلات العربية.
ومن الملاحظ أن العمل يضم عددًا من النجوم المعارضين لنظام الأسد، إضافة إلى أنه كُتب وسيصور خارج أروقة مؤسسات النظام التي جعلت من الدراما السورية منصةً للترويج لروايتها، بالإضافة إلى العمل على تلميع صورة النظام وتشويه الحقائق التي تحدث في سورية.