بقلم : أحمد رجاء الشاميبعد ازدياد موجات النزوح من المناطق المحررة وخاصة تلك التي تشهد معارك ضارية في إدلب وريفها وحماه وحلب والجنوب السوري، وسوء الوضع في مخيمات النزوح من حيث عدم قدرة الخيم على تحمل عوامل المناخ المتعاقبة، وتلف كثير منها، وتسلط كثير من تجار الحروب على مخيمات الشريط الحدودي لتكون طريقاً لهم من أجل التهريب والعمل غير الشرعي، قامت منظمة بنيان عن طريق مؤسساتها بإجراء دراسة للوضع العام لهذه المشكلة، وأطلقت مشروعاً لتأمين مساكن جيدة للنازحين أواخر العام الماضي، استطاعت من خلاله ترميم بعض المباني وتجهيزها لتكون مأوى جيد للنازحين في بعض مناطق ريف مدينة حلب .وبعد نجاح هذا المشروع قررت المنظمة أن تعمل بشكل أوسع على هذا المشروع، بسبب أهميته والازدياد المطرد في النزوح مع بداية العام الحالي والذي أشرنا له بدايةَ .لدى سؤالنا لمدير مكتب أفكار لدراسة المشاريع في منظمة بنيان المهندس عبد الله حجازي عن المشروع، وأهميته، كونهم القائمين على دراسة المشروع أجابنا قائلاً : “ضمن خطة منظمة بنيان إلى إعادة الاستقرار في المناطق المحررة عبر السعي نحو عودة النازحين والمهجرين إلى بيوتهم في قراهم أو أحيائهم، وبالتالي بث الروح مجدداً في القطاعات (التعليمية-الاقتصادية-التنموية) ضمن تلك المناطق، يأتي مشروع مساكن الكرام والذي يستهدف عودة النازحين في المخيمات ومراكز الايواء إلى بيوتهم التي دمرها القصف أو المعارك بعد تأهليها، ضمن معايير ترجح انخفاض احتمال تكرار هذا القصف أقله في المنظور القريب.كما أن المشروع يستهدف المباني الغير مأهولة (جمعيات غير مكتملة الاكساء-مساكن عامة) بإعادة تأهيلها بعد مراجعة المالك (إن وجد) أو المجالس المحلية التي تتبع لها، وايواء الأسر النازحة في المخيمات والتي فقدت منازلها بالكامل، ضمن معايير محددة ووفق عقود وقفية مبرمة بين الأسر المستفيدة والمجالس المحلية المعنية.وعن أهمية المشروع تابع السيد عبد الله قائلاً : “إن الخطر المحدق بالمجتمع السوري الذي قد ينتج عن مفرزات حياة المخيمات، أمر يحتاج من الجميع دون استثناء العمل الدؤوب والتخطيط الاستراتيجي المستمر لضمان مستقبل مستقر أكثر تمدناً من حالة التشرد التي تصيب أكثر من 4 مليون لاجئ سوري يستحق الحياة الكريمة بكامل معاييرها ومقاييسها”السيد أحمد قطان المدير التنفيذي لجمعية شباب ساعد والتي أخذت على عاتقها التصدي لتنفيذ المشروع وصفه قائلاً “مشروع مساكن الكرام يأتي من رؤية متكاملة للحل نسعى إليها في منظمة بنيان، حيث الدور الحقيقي الذي نريده في شباب ساعد هو العمل ضمن مبادرات ومشاريع تعيد للحياة دورتها السليمة بعيداً عن العمل الإغاثي الذي لا ينتهي ولا يمكن أن يقدم سوى حلول آنية سرعان ما تتكشف المشكلات الكثيرة التي تنتج عنها، وهذا الواقع يرسخ في المخيمات بشكل كبير، لذلك نحن نريد أن ننقذ الإنسان السوري من حالة الإعالة التي يعيشها ونعيد دمجه في مجتمع فيه فرصة أكبر للعمل ليستعيد حياة كريمة قام النظام المجرم بسلبه إياها”في الختام لا بد من الإشارة إلى أن مشروع مساكن الكرام في مرحلته هذه سيستهدف أكثر من 120 عائلة ، أي حوالي 700 شخص تقريباً، ويبقى أنجاز مراحل متلاحقة من هذا المشروع مرهوناً بتوجه الداعمين لهذا النوع من المشاريع، الذي يساهم في تخفيف وطأة الحرب على الشعب السوري .