أحمد جميل بنشي |
تشهد الأسواق في جميع الدول نقصًا في المستلزمات الطبية كالكمامات والقفازات، وذلك لزيادة الطلب عليها وقلة المواد الخام في صناعتها، حيث يعود سبب تلك الأزمة لانتشار فيروس كورونا، الذي امتدد ليغطي كل العالم.
في مدينة سلقين الواقعة في ريف إدلب على الحدود التركية، استطاع مجموعة من الشبان العاملين في مجال الخياطة إنتاج الكمامات الطبية وأغطية الرأس والجزمات، من خلال دراسة محتويات الكمامة واستشارة أطباء مختصين في تكوينها.
(عزيز أبو أحمد) نازح من محافظة حلب، افتتح مشغلًا لصناعة الألبسة منذ خمس سنوات في مدينة سلقين، يعمل هو وأخوته في هذا المجال، ومن خلال اتصالاته مع إخوته النازحين في الدول الأوروبية وجد أن البلدان تعاني من نقص في الكمامات وزيادة الطلب عليها من خلال عدد المصابين بالفيروس المتزايد، ومن خلال مشاهدته لإحدى الفيديوهات على اليوتيوب لفت انتباهه مقطع فيديو لرجل صيني يعمل في صناعة الكمامات وأثناء انتهائه من صناعتها يمسح بها حذائه ويضعها في الصندوق ليتم تصديرها واستعمالها، ومن هنا قرر عزيز صنع كمامة طبية آمنة وسليمة تلبي احتياج الناس وبجودة أفضل من الصينية.
وفي معرض لقائنا مع عزيز أفادنا بقوله: “غيرنا عمل المشغل من صناعة الألبسة إلى صناعة الكمامات وأغطية الرأس والجزمات الطبية، تلبية للاحتياجات الوقائية ضد فيروس كورونا ومساعدة الناس في حماية أنفسهم، وذلك عن طريق استشارة أطباء وخبراء مختصين عن معايير الجودة والمواد الخام التي تدخل في تصنيعها، فاستطعنا الحصول على القماش الطبي والمواد الخام ذات الجودة العالية، وخلال فترة 20 يومًا تم الانتهاء من إنتاج النماذج ليتم البدء في تصنيعها بشكل كامل وطرحها بالأسواق.”
كما أضاف (أبو أحمد ): “نحن نحرص على النظافة والسلامة في المشغل، حيث إن العاملين فيه يرتدون الكمامات وأغطية الرأس أثناء عملهم، كما يجب عليهم غسل أيديهم وتعقيمها كل نصف ساعة حفاظًا على نظافة الكمامات من التلوث؛ لأنه ليس بالإمكان لبس القفازات بسبب إعاقتهم في الخياطة.”
تم اختبار الكمامة وفحص جودتها، ومنها: (اختبار القداحة) حيث يتم تشغيل القداحة والنفخ عليها من خلف الكمامة، إذا انطفأت النار تعد غير آمنة، وإذا بقيت النار مشتعلة فإن الكمامة جيدة وآمنة، وذلك لأنها لا تصدر الهواء المنبعث من الشخص المرتديها إلى الخارج كي لا يكون محمل بالجراثيم والفيروسات، وهذه الكمامة قد ضاهت في جودتها الكمامات الصينية التي كانت تباع في الأسواق.
الجدير بالذكر أن الكمامات لاقت انتشارًا واسعًا في المناطق المحررة وزاد الطلب عليها من قبل المستشفيات ومؤسسات المجتمع المدني، و(أبو أحمد) لن يكتفي في صناعة الكمامة وحسب، بل الآن يقوم على استيراد أجهزة تعقيم طبية حديثة ليتم من خلالها صناعة بدلات العمليات وجميع المستلزمات الطبية، وذلك بسبب قلة هذه الحاجيات في بلادنا.
كما أن وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة أعلنت خلو المناطق المحررة من فايروس كورونا وذلك بعد إجراء فحوصات على أكثر من 154 حالة، كما تؤكد الفعاليات المدنية على ضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية.