عقد تجمع المنظمات السورية غير الحكومية مؤتمراً صحافياً لإطلاق حملة (معاً لأجل الغوطة) شارك فيه، الأستاذ (غياث محمد) المدير التنفيذي لمؤسسة غراس النهضة، والدكتور (ضياء الزامن) مدير في مؤسسة اتحاد منظمات الرعاية سيريا أوسوم، (وهجران) من مؤسسة الهيئة الطبية السورية الأمريكية سامز، وكان الهدف من هذا المؤتمر تسليط الضوء على معاناة المحاصرين في الغوطة الشرقية منذ أربع سنوات وأربعة أشهر بعدما وصل بهم الحال إلى حدٍّ إنساني متدهور بسبب الحصار الجائر والقصف المستمر بمختلف أنواع الأسلحة المحرمة دوليا والمحللة سورياً ودوليا.
وقد تخلل المؤتمر عرض فيديو يظهر معاناة العائلات المحاصرة في الغوطة وحالها المبكي بسبب قلة الطعام والدواء وكثرة القصف الذي دمَّر عربين وحرستا ودوما ومديرا، مما تسبب بسقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، حتى غصت المستشفيات بأعداد كبيرة من المصابين، وأصبحت الأقبية غير المعدة للسكن مأوى للمهجرين، وأصبح القبو الواحد يغص بـ350 شخصاً تقريبا لا يستطيعون الخروج منه لا في النهار ولا في الليل بسبب القصف المستمر، وحتى الطعام الذي توزعه المنظمات على هؤلاء بالكاد يكفي وجبةً واحدة للشخص في اليوم، مع انتشار القمل والجرب بينهم.
الدكتور ضياء الزامن ألقى البيان الصحفي الذي جاء فيه: “من مسؤولياتنا الأخلاقية تجاه المحتاجين المحاصرين في غوطة دمشق الشرقية، تدعوا المنظمات الإنسانية السورية غير الحكومية النظامَ في دمشق وداعميه إلى السماح لإيصال المواد والخدمات الإنسانية فورا إلى المحاصرين، وإيقاف كافة الاستهدافات للمنشآت والمرافق المدنية في الغوطة، وندعوا كذلك أعضاء مجلس الأمن الدولي ووكالات الأمم المتحدة وممثليها إلى التحلي بمسؤولياتهم تجاه حماية المدنيين في حالات الصراع، وتطبيق إجراءات فاعلة وفورية تنهي معاناة السكان المحاصرين وتمنع توظيف الحصار كأداة حرب لخنق حركة المدنيين والبضائع التجارية من وإلى الغوطة الشرقية.
للأسف يتم السماح بإدخال كميات محدودة من المساعدات الإنسانية من حين لآخر، وتتسم هذه المساعدات التي يتم الموافقة عليها بالتباعد الكبير بينها، وعدم كفايتها للسكان المحاصرين، وعدم تناسبها مع نوع احتياجهم، ويتم نزع كافة المواد الطبية المهمة من القوافل، كالأدوات الطبية والأدوية الخاصة بالعمليات الجراحية، كما يتم حذف العديد من المواد المهمة والضرورية لحياة السكان على حساب السماح بكميات كبيرة من مواد غير المهمة، وقد تدخل كميات قليلة من المواد التجارية إلى الغوطة بعد فرض رسوم كبيرة جدا عليها مما يتسبب بغلاء فاحش في أسعارها”.
وكان هناك مداخلة عبر سكايب مع الدكتور (فايز) من الغوطة الشرقية شرح من خلالها الاحتياجات اللازمة للمصابين المحاصرين في الغوطة، وبعث من خلالها رسالة للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية: “إن واقع الغوطة الشرقية من منتصف 2012 حتى اللحظة تحت حصار خانق اشتد في بداية 2013 وترافق معه قصف عنيف ومستمر استهدف فيه جميع الفعاليات المدنية دون استثناء، ولاحظنا خلال خمس سنوات وجود عدد كبير من المجازر التي استهدفت الأسواق والمدارس والمساجد، وفي بداية 2017 ازداد الحصار بشكل كبير وأثر على النواحي الغذائية والدوائية، وأصبحنا نلاحظ في 2017 حالات سوء تغذية عند الأطفال بشكل عام، وعلى السيدات من ناحية اللقاحات وموضوع الأدوية المتعلقة باستخدام النظام للغازات السامة، وكثرة استخدام الأسلحة العنقودية التي تسبب عددا كبيرا من الإصابات.
توجد عندنا صعوبات كبيرة في تأمين الكهرباء والمحروقات لتشغيل الأدوات الطبية وإصلاح المعدات، وعدم توفر وسائل اتصال، ويوجد عندنا نقص كبير في اللقاحات للأطفال والمستلزمات الطبية من شاش ومحاقن وسيرومات وكثير من الأدوات لإنجاح العمل الطبي بشكل عام، كما يوجد عندنا 765 حالة تحتاج إلى إخلاء فوري للعلاج خارج الغوطة.
الرسالة السياسية: عندنا 400 ألف شخص محاصرين في منطقة جغرافية صغيرة على مرأى ومسمع العالم، أنا لا أذكر يوما إلا وكان فيه جرحى أو شهداء بسبب الاستهداف المستمر للغوطة، ألم يحنِ الأوان لهذا العالم أن يتحرك لإيقاف الظلم عن هؤلاء المحاصرين؟!”.
وقد خُتم المؤتمر بالتوصيات التالية:
– الأمر أصبح يحتاج إلى تدخل فوري لإيقاف القصف بجميع أشكاله، وفتح الطرقات أمام المحاصرين لإدخال البضائع وبشكل عاجل.
– إن هذه الحصار والقصف المستمر يهدد بحصول مجزرة جماعية للسكان في الغوطة، وهذا يشكل جريمة بحق الإنسانية.
– إن استهداف المدنيين في سورية من كافة الأطراف هو أمر مرفوض، ويجب إيقافه والعمل على محاسبة منفذيه أيًّا كانوا.
– إن الأخبار الواردة عن عدد الوفيات التي تحدث في دمشق جراء قذائف أطلقت من جبهة الغوطة هو أمر مستنكر أيضاً ومدان، نريد تحييد المدنيين عن أي صراع وتجنيبهم أي عواقب ناتجة عن الحرب.