منيرة بالوش |
أقيم لأول مرة بمنطقة أطمة في مخيمات الشمال السوري معرضاً للأشغال اليدوية والأعمال الفنية النسوية الخاصة بنساء المخيمات، ضمن نشاط قسم الحماية” WFP ” الذي قدمته جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية، وذلك في 20 من الشهر الجاري.
العديد من النساء يعشنَ في المخيمات ظروفاً صعبة مادياً ومعنوياً، في حين تمتلك الكثيرات منهنَّ خبرات قديمة في التطريز و صنع الملابس الصوفية أو الخياطة وإعادة تدوير الملابس، وغيرها من المهن التي تملأ وقتهنَّ وتلبي حاجات أسرهنَّ، فكان المعرض فرصة رائدة لعرض تلك الأعمال والمساهمة في تسويقها بما يخفف الأعباء المعيشية وبالتالي تأمين مردود مادي لهنَّ.
كما احتوى المعرض على قسم مخصص للمنتجات الغذائية المصنعة منزلياً كمعلبات المونة، والفواكه المجففة، والمخللات وغيرها من المنتجات الطبيعية.
والهدف من المعرض كما وضحته المشرفة ومسؤولة قسم الحماية السيدة (هبة زكريا) لصحيفة حبر هو “دعم المرأة وتسليط الضوء على دورها بالمجتمع وتشجيع النساء العاملات بمجالات المهن اليدوية المختلفة، مما يزيد من ثقتهنَّ بأنفسهنَّ، ولاسيما في المخيمات.”
السيدة (ميساء) 32 عامًا من سكان المخيم وإحدى المشاركات بالمعرض بمادة التطريز اليدوي والآلي، تقول: “كانت فكرة المعرض بالنسبة إلي ضرورية لإظهار إبداع المرأة السورية في ظروف الحرب التي تعيشها وإثبات ذاتها ووجودها بأشياء بسيطة وإمكانيات محدودة.”
في ذات السياق أشارت السيدة زكريا أن “المعرض تم التحضير له في الشهر ذاته، ولم تخضع النساء المشاركات لورش تدريبية، بل كانت كل الأعمال عبارة عن خبرات شخصية وتجارب ذاتية، لم تكن النساء قادرة على إظهار هذا الجانب المبدع في حياتهنَّ بسبب عدم تأمين المواد الأساسية ، ليساهم المعرض بإتاحة الفرصة للنساء في تخطي واقعهنَّ المرير بالعمل والإنتاج من داخل خيمهنَّ، في حين إن معظم المشاركات هنَّ من الأرامل وعوائل الشهداء، وهنا تعتبر المرأة المعيل لأسرتها وأطفالها.”
بينما استطاعت السيدة (عدوية) وهي من المشاركات في المعرض، أن تجذب الأنظار بلوحاتها الفنية ورسوماتها الزيتية، إذ عبرت من خلالهما عن معاناة النساء بالمخيمات برسم اللوحات على قماش الخيم البالية، ولاقت إقبالًا كبيرًا من الزوار.
قدمت حوالي 10 لوحات معظمها تحاكي واقع النساء وحياتهنَّ من نزوح وتهجير وفقدان الزوج وغيرها من القصص التي تجسدت بريشتها الفنية إلى عدة لوحات زينت المعرض.
السيد (إبراهيم) أحد المدعوين للمعرض أثنى على الجهود المبذولة فيه، وأبدا إعجابه بمهارة صنع المنتجات وإتقانها والتنوع الموجود في الأعمال الفنية، بالإضافة إلى حسن إدارة المعرض من قبل المشرفات، قال: ” إنه اشترى عددًا من الملابس الصوفية وقطع التطريز لما فيها من حس إبداعي واضح. ”
ونوهت السيدة (زكريا) إلى أنه بمشاركة 12 امرأة فقط مع ما قدمنه من منتجات، استطاعت افتتاح المعرض المعرض أمام عدد مقبول من الزوار والمدعوين، وقد بيعت قطع كثيرة من المنتجات ولاقت ترويجاً جيدًا كتجربة أولى، فكان المعرض بازارًا لبيع وتسويق أعمالهنَّ.
وأعربت عن رضاها بنتيجة المعرض، وهناك خطط قريبة يتم دراستها لإعادة التجربة بشكل موسع أكثر وبمشاركة عدد أكبر من النساء من داخل المخيم وخارجه.
ترافق المعرض زمنياً مع يوم المرأة الريفية في 15 من تشرين الأول، الذي تحتفل فيه الأمم المتحدة كل عام، للإشادة بجهود السيدات العاملات في الزراعة، ولكن للحالة السورية خصوصيتها، إذ تم التركيز على المرأة في المخيم بدلاً من المرأة الريفية وإظهار الجانب المشرق في أعمالها المنزلية ضمن بيئتها المتواضعة لترسل بصمتها من قلب المخيم إلى باقي المجتمع.