عبد الملك قرة محمد |
مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي وكثرة الموارد العلمية أثبت الكتاب أنه السبيل الأفضل لضمان صحة المعلومة ودقتها، فهو يقدم معلومات غنية ومميزة حول موضوع معين.
ونتيجة للضغوط التي مرت بها جامعة حلب الحرة وانتقالها المتكرر لم تستطع تجهيز مكتبة للطلاب الجامعيين، لذلك عانى طلاب جامعة حلب في المناطق المحررة من عدم توفر كتب تروي ظمأهم وتزوّدهم بمادة أولية يستندون إليها في إعداد أبحاثهم العلمية التي تحتاج لمطالعة مصادر ومراجع كثيرة.
ولأن المكتبة الطلابية إحدى أهم المظاهر العلمية في الجامعات أعلن مكتب الطلبة في جامعة حلب بالتعاون مع المركز المدني في مدينة الأتارب (مكان الجامعة حالياً) عن افتتاح مكتبة المركز أمام الطلاب الراغبين بالقراءة والاستفادة، وذلك بموجب مذكرة تفاهم تتضمن استعارة الطلاب للكتب من مكتبة المركز وتقديم صالة المركز للطلاب إن كان خالية من الأنشطة، والتنسيق لإقامة ورشات خاصة بطلاب جامعة حلب بحسب الاحتياجات والموارد المتوفرة.
المركز المدني في الأتارب
هو مركز مدني تأسس عام 2016 يعمل في التنمية الاجتماعية من خلال توفير فرص لممارسة أنشطة تساهم في بناء قدرات أفراد المجتمع رجالاً ونساءً وتحسين معارفهم لبلورة مواقف اجتماعية والتعامل مع القضايا والتحديات، وتقوية أسس التضامن الاجتماعي وإدارة النزاعات بوسائل سلمية.
الخدمات المقدمة من المركز المدني
- مكتبة تحوي أكثر من 175 كتاب متاحة للجميع.
- صالة للاجتماعات والورشات.
- مساحة من أجل التواصل بين الشباب.
- بناء قدرات الشباب في مجالات الإعلام والإدارة وحل المشاكل الاجتماعية.
- تشكيل فرق مدنية تطوعية ودعم مبادرات تطوعية شبابية قادرة على إحداث تغيير في المجتمع.
التقينا الأستاذ (محمد شاكردي) مدير المركز الذي قال عن استعارة الكتب: ” لا يوجد اليوم طريقة تجبر فيها أي مستعير للكتاب على إعادته إلا الالتزام الأخلاقي، نقوم بتسجيل الاسم والتواصل وإعطاء فترة زمنية ثم يتم التواصل من أجل إعادة الكتاب، واستعارة الكتب ممكنة من الصباح حتى المساء.
ووجه الأستاذ محمد رسالة باسم المركز إلى كل طلاب جامعة حلب الحرة قال فيها: “على طلاب جامعة حلب الاستمرار بالتحصيل العلمي من أجل رفد المناطق المحررة الفقيرة بالاختصاصات وتجاوز الصعوبات والتضحية للوصول إلى الهدف وتحصيل الشهادة العلمية، فهم من سيبنون مناطقنا المحررة التي دمرها نظام الأسد الإرهابي، فبناء المستقبل يبدأ أولاً ببناء الإنسان، والمركز بكل موارده وإمكانياته تحت تصرف أي طالب في أي مرحلة دراسية من أجل العمل لتحقيق أهداف ثورتنا السورية في زيادة الوعي وتوفير حياة أفضل لكل السوريين.
(عمر ياسين) أحد طلاب الأدب العربي قال: “الفكرة جيّدة ومفيدة بالنسبة إلينا نحن الطلاب وخاصة طلّاب العربيّة، إذ لم يتسنَّ لنا أن نقوم بهذا الأمر سابقاً بسبب تنقّل مقر الجامعة، أما الآن فنأمل خيراً في أن تكون هذه المكتبة مرجعاً لجميع الطلاب للاطلاع والتحفيز على القراءة، والأمر الآخر هو الاستعانة بالمكتبة لكتابة الأبحاث التي تطلب منَّا.”
وعن تطور الوضع الثقافي الذي تشهده الجامعة بعد الاستقرار قال عمر: “نعمل حالياً على إعداد مجلة لطلاب الجامعة، ونأمل أن نستطيع طباعتها ووضع عدّة نسخ في المكتبة أيضًا لتحقيق أكبر فائدة ثقافية ممكنة للطلاب.”
مغامرة ثقافية علمية ومعرفية جديدة يخوضها طلاب جامعة حلب تبعدهم عن اليأس وتقربهم من حلمهم في بناء مستقبل تكون فيه الجامعات منارات علم تزخر بالمعرفة يسكنها عشاق القراءة وأصدقاء الكتاب.