تمام حازم
القصة لون أدبي ولدت بواكيره الأولى مع وجود الإنسان الذي حاول محاربة السأم بوضع اللبنات الأولى ” لمصنع الأكاذيب”. وحين ملّ الحكاية، اخترع عنصر الحدث فجعله نامياً مشوّقاً تتميّز تفاصيله بوحدة تخدم معنىً يبيّنه القاص من خلال شخصيّات تتحرّك.
لكنّ (القصّ) لم يتّخذ شكله النهائي الذي يميّزه من الأجناس الأدبية الأخرى، سوى في القرن الماضي، حيث بدأت سماته تتّضح شيئاً فشيئاً، إلى أن أعلن استقلاله عن سواه.
تأصيلاً لهذا النوع من الكتابة أقيم ملتقى حلب العاشر للقصة القصيرة جداً في قاعة الشهيد عبد القادر الصالح في تشارشي غازي عينتاب التركية على مدى يومين حافلين 25 و 26 آذار 20016 بمشاركة ثلاثين كاتباً وعدد من النقاد . افتتح الملتقى بتسجيل مرئي خاص بالملتقى أرسله من قطر القارئ المتميز الذي كان إماماً في الجامع الكبير بحلب محمد مكي قلعجي . بعد التلاوة المهيبة لآيات من الذكر الحكيم …”نحن نقص عليك أحسن القصص…” وقف الحضور ينشدون “موطني” مع صور مرافقة لملتقيات سابقة. بدأ الدكتور محمد جمال طحان – المنسق العام للملتقى بعرض مرافق بالفيديو والصور لبعض الملتقيات السابقة مبيّناً التطور الذي حدث منذ الملتقى الأول وصولاً إلى العاشر الذي تجاوز الحواجز والموانع فحفل بمن تمكّن من الحضور وبمشاركات من أرسل تسجيلات مرئية أو صوتية أعدّت خصيصاً للملتقى، ومنهم من تمت قراءة مشاركته بالنيابة وقد حظيت بإلقاء متميّز من موهوبين وموهوبات بفن الإلقاء . أربعة عشر مشاركاً في كل يوم ولكل مشارك بحدود خمس دقائق، أتى بعدها دور النقد للمشاركات التي تمت في اليوم الأول وقد تولّى النقد فيه محمود الوهب، ثم فتح باب الحوار مع الحاضرين. بعد استراحة قصيرة بدأت أعمال الندوة تحت عنوان” القصة القصيرة جداً وسؤال التجنيس” حيث قُدّمت نصوص نقديّة للدكتور أحمد جاسم الحسين والدكتور جميل حمداوي والأستاذ علوان السمان، فُتح بعدها الحوار مع الحاضرين.
في اليوم الثاني تمّ الأمر نفسه من مشاركات أخرى متميّزة عقبها نقد من علي محمد شريف ثم حوار مع الحاضرين. بعد ذلك تم توزيع شهادات التقدير والهدايا التذكارية ثم أقيم الحفل الختامي مع المطرب الفنان ياسر عمر قدّم خلالها أغنيات حلبية وثورية تفاعل معها الحاضرون ورقصوا على آلامهم مع الأمل بفرج قريب. ثم تم التذكير للجولة السياحية الأثرية في صباح اليوم التالي لأبرز معالم عينتاب وآثارها. كما تم التذكير بندوة تقام على هامش الملتقى في مركز الفاتح الثقافي في مساء اليوم. تلك الندوة التي شارك فيها الدكتور محمد جمال طحان والأستاذان علي محمد شريف ومحمود الوهب تحت عنوان: القصة القصيرة جداً – مقاربات أوليّة” تم خلالها اكتشاف أصغر قاص هو الطفل البراء حريري.