عبد الكريم الثلجي
محمد حاج ديبو ذو الثلاث سنوات من قرية تل حديا جنوب حلب، بحاجة عملية لإزالة السيلكون من العين بتكلفة 400 دولار، وهو مبلغ كبير لعائلة ذات دخل أقل من المتوسط.
تواصل أحد أقرباء محمد مع أحد أعضاء “منتدى أسعى الإنساني” فاستجاب المنتدى للحالة واستطاع تأمين نصف مبلغ العملية التي تمت عند دكتور عينية خاص في أحد المشافي شمال إدلب، فمن هو منتدى أسعى الإنساني؟
بحسب “أبي الحسن” مدير العلاقات والتنسيق في المنتدى فإن “المنتدى تأسس في الشهر الثامن من عام 2017 بعدد قليل لا يتجاوز عشرة أشخاص، وكان هدفه التخفيف من الحالات الإنسانية الصعبة بشكل عام، وحين كان الجانب الصحي الأكثر حاجة، تخصص المنتدى نوعاً ما بالحالات الطبية، فضلاً عن الاهتمام بالحالات الإنسانية الأخرى.”
يتابع أبو الحسن: “بعد توسع النشاطات وازدياد عدد المشتركين بالمنتدى تشكَل مجلس إدارة وافتتحَ عددًا من المكاتب، فالمكتب الرئيس يقع في مدينة إدلب، وهناك مكاتب فرعية في ريف حلب الغربي ومعرة النعمان ودركوش وسرمدا وجسر الشغور وأعزاز وريفها وفي مدينة الباب وممثل في مدينة عفرين، ومتابعو حالات في أغلب المناطق المحررة.
عمل كافة الأعضاء تطوعي، ورسالتنا: “وليس للإنسان إلا ماسعى وأنَ سعيه سوف يُرى “
وعن نشاطات ومشاريع المنتدى يقول أبو الحسن: “المنتدى قدم مجموعة من الحملات كانت استجابة للحوادث الطارئة التي مرَّ بها الشمال السوري، كحملة (اسعَ لدفئهم) نتيجة فيضانات المخيمات في الشتاء الماضي، وحملة نقص مراكز غسيل الكلى، وحملات توزيع الحليب في المخيمات وخارجها، وحملة التوربين 1 التي تستهدف الأطفال الذين يعانون من القزامة، بالإضافة إلى حملة (بصمة خير) في شهر رمضان حيث شملت نشاطات عدة مثل توزيع سلل غذائية وخبز ووجبات غذائية وحلويات وحليب للأطفال وتمر ومياه شرب، بالإضافة إلى ألواح طاقة شمسية وبطاريات وكفالات مالية وألبسة.
وبلغت قيمة نشاطات شهر أيار لعام 2019 (7950$) للحالات الطبية توزعت بين عمليات طبية ومساعدات لتأمين أدوات ومستلزمات طبية للمرضى، بالإضافة إلى الحالات الاجتماعية التي بلغ عددها بالمجمل 333 حالة، تنوعت بين تقديم مبالغ مالية لأسر محتاجة ومواد اغاثية غذائية وعدة مطبخ وتقديم ألبسة عبر صالة أسعى الخيرية.”
أشار أبو الحسن إلى أن أكثر الصعوبات التي يعانيها المنتدى عدم وجود دعم ثابت من المتبرعين؛ لأنه يتم جمع تبرعات فورية للحالات، وخصوصاً إذا كان هناك ضغط حالات كبير، ويكون أعضاء المنتدى في ضائقة مادية، فهذا يزيد من مصاعب العمل في المنتدى، وتأتي أيضاً عمليات مكلفة مادياً لا يستطيع المنتدى تغطية تكلفتها مثل الشبكة القلبية وعمليات القرنية والديسك.
وعن آلية العمل يقول أبو الحسن: “الأخ المريض يتواصل مع متابع الحالة الذي يقوم بدوره بتقديم الحالة لمكتب المنتدى القريب الذي يقوم بدراسة حالة المريض المادية والصحية، وبعدها يقوم برفعها للمنتدى، حيث إن الحالات المستعجلة ذات التكلفة البسيط يتم قبولها فوراً، وأما الحالات التي خارج إمكانيات المنتدى يتم رفعها للمنظمات القادرة على الاستجابة لهذه الحالة بعد أن يقدم المريض طلبًا للمنتدى بهذا الأمر، فالمنتدى ليس لديه شركاء داعمون، لكن يوجد شركاء نتعاون معهم في تخديم الحالات كالدفاع المدني ومنظمات الإسعاف والمشافي والمراكز الصحية الموجود في المحرر.
منتدى أسعى ليس الوحيد في مجال العمل التطوعي الإنساني، فهناك فريق ملهم التطوعي المُؤسس عام 2012 الذي تطور ليصبح منظمة لها عدة فروع في دول عربية وأوربية، بالإضافة إلى فريق تطوع (لنبني) الموجود في مدينة الأتارب ومحيطها في ريف حلب الغربي، الذي يهدف إلى تنمية فكرة التطوع وروحه لدى الشباب الفاعل في المجتمع لتحقيق أهداف سامية تترك أثرها الإيجابي في الحياة العامة.