ندى اليوسف |
يعاني سكان مخيمات الشمال السوري المحرر من صعوبة الحصول على المياه التي إن وجودها كانت ملوثة غير صالحة للشرب.
يضطر (خالد) للسير مسافة 100 م للوصول إلى صهريج المياه الأقرب إلى خيمته، تغوص قدماه بالطين شتاءً، وتعاني جبهته الحر صيفًا وهو يحمل (بيدونة المياه) ذهابًا وإيابًا ليكمل حاجته من المياه.
يقول (خالد) لصحيفة حبر: “أقيم في مخيم (أبي الفداء)، بعدما شردتني الحرب من بلدتي (كفرنبودة) بريف حماة، نحاول في المخيم أن نتأقلم مع الحياة القاسية، لكن الصعوبة الكبيرة التي تواجهني والكثير من قاطني المخيم تكمن في تحصيل المياه.”
يضيف: “في الصيف المياه قليلة، أما في الشتاء فالحال ليس أفضل، إذ نحصل على المياه بواسطة صهاريج تقف مسافة 100 م عن الخيمة التي أقيم فيها مع عائلتي، فالطرقات شتاءً كتلةً من الطين”.
مشكلة المياه في المخيمات لم تقتصر فقط على صعوبة إيصالها للمنازل، بل كونها ملوثة تسبب الكثير من الأمراض، ولاسيما للأطفال.
(محمد) نازح من بلدة (التمانعة) شكا لصحيفة حبر من المياه وما تحتويه من أمراض كونها ملوثة لا تصلح للشرب قائلاً: “المياه ملوثة كونها تأتينا من آبارٍ ارتوازية محاطة بمجرور صرف صحي تجاوز عددها 40 جورة فنية، إضافة إلى سواقي الصرف الصحي، فضلًا عن نسبة الكلور المرتفعة التي تُسبب الحساسية ولاسيما للأطفال”.
مشروع رحلة طويلة من أجل المياه
منظمة (بنيان) استجابت لنداء النازحين هناك، وأطلقت مشروع “رحلة طويلة من أجل المياه” بهدف تأمين المياه النظيفة، وسهولة الحصول عليها.
صحيفة حبر التقت بالمهندس القائم على المشروع (رائد المحمود) للوقوف على حيثيات المشروع.
حيث أوضح لنا بدايةً المنطقة المستهدفة في المشروع بقوله: “المشروع أطلق استجابةً لنداء أهالي مخيمات أطمة لتزويدهم مباشرة بالمياه، كي لا يلجؤوا إلى الوسائل الأخرى (كالصهاريج) وما تولده من مضاعفات تتمثل بتلوث المياه، أو مشاكل بشرية وميكانيكية أو مزاجية نتيجة الصعوبات التي تعترضهم أثناء حصولهم على المياه”.
المشروع استهدف 60 مخيمًا من المخيمات التابعة (لأطمة)، تلك المخيمات ذكرها لنا (المحمود) وهي: “العمر، زمزم، البر، التقوى، الزهور، مطوع، الإيثار، حمد العمار، الحمزة، عطاء، الطوارئ، الرسالة، الأندلس، احساس، أبو الفداء، صوران، عطشان، الريح”.
بالإضافة إلى المخيمات التالية: “المرسلة، ريف حماه الشمالي، الزكاة، معان، يوسف ونورا، مجد، الفتح المبين، براعم كفرزيتا، إحسان، الأمانة، الهديل، يدبيد، التكافل، ريف حلب الجنوبي، ريف حماة الشرقي، الكويتي، الإخلاص لله، التنمية، أهل الوفاء، الهدى، العلي، المنتصر بالله، الماجد، رغد، الجبين، البنا، خالد بن الوليد، شحشبو، الساروت، الحنين، الريف الشمالي، شهداء كفرزيتا، العودة، العيدو “.
وتقوم آلية توزيع المياه على تلك المخيمات من خلال: “عملية ضخ المياه بشكل مباشر من مصدرها المائي عبر شبكة مياه (بولي إلتين)، وبإطار (25،50،75،110،160)، ولساعات تكفي احتياجات الأسرة اليومية من المياه، فلكل فرد (35) لترًا بالحد الأدنى، وبشكل يومي”، بحسب ما أفادنا المهندس (رائد).
منظمة بنيان لم تهمد لمشروعها بإجراءات مادية وتقنية فقط، بل رافقها عدة إجراءات بينها (المحمود) بقوله: “بدأنا بالمشروع منذ أكثر من شهر بنشر التوعية الصحية والمجتمعية التين هدفا لشرح فكرة المشروع بكل سهولة، بشكل يمكننا من تجنب العقبات التي قد تواجهنا مستقبلاً بعد إكمال المشروع، إضافة إلى تعاقدنا مع العديد من الجهات وفق عقود وقعتها المنظمة لإيصال المياه بأسرع وقت ممكن بعد بدئنا بالعمل الميداني”.
وتحاول منظمة (بنيان) استهداف عدد أكبر من المخيمات من خلال دعمها للمخيمات بالمياه، فالرحلة الطويلة من أجل المياه تتابع السير للوصول إلى راحة أهالينا المهجرين.