حسن كنهر الحسين |
تجوب القطط الشاردة شوارع قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي بعد أن يئست من عودة أصحابها الذين هجروا منازلهم وقراهم هربًا من حملة القصف الجنوني التي أطلقتها قوات الأسد وحلفائه مؤخرًا على ريف إدلب الجنوبي.
حيث تعرض قسم كبير من تلك القطط للهلاك جوعًا وعطشًا، إذ إن غالبيتها تعتمد على بقايا الأطعمة التي يقدمها لها الأهالي قبل نزوحهم، فيما انقسم ما تبقى منها إلى مجموعات، فبعضها لجأ إلى ما تبقى من محلات قصابة ودجاج، وبعضها الآخر لجأ إلى منازل من تبقى من أهالي في تلك القرى، وبعضها راح يجوب الشوارع أملاً في أن يحظى على شيء يبقيه على قيد الحياة.
ذلك المشهد حرك مشاعر الرأفة لدى عدد من الشبان الذين تبقوا في تلك المناطق، ومن بينهم (مروان العبيدو) الذي يروي لنا تجربته مع القطط التي تنامت يومًا بعد يوم، حتى قام بإنشاء منظمة تعنى بتلك القطط ورعايتها تحت مسمى: (المنظمة السورية لإنقاذ الحيوان).
يقول مروان: “إن الخطوة الأولى التي تكمن وراء إنشاء المنظمة السورية لإنقاذ الحيوان كانت أثناء عمله مسعفًا لدى فرق الدفاع المدني، وذلك عندما ناداه شخص لإنقاذ أحد القطط التي كانت قد علقت على أحد أعمدة الكهرباء جراء غارة جوية استهدفت أحد الأحياء في مدينة كفرنبل.”
وفيما يخص بداية مروان بجمع القطط وتربيتها والعناية بها يضيف: ” هوايتي في تربية القطط بدأت معي منذ أن كنت صغيرًا، وقد تنامت تلك الهواية بعد أن رأيت القطط الشاردة تجوب شوارع البلدة بحثًا عن شيء يبقيها على قيد الحياة، فصرت أجمع تلك القطط وأحضرها إلى منزلي لإطعامها وتقديم العناية والرعاية لها.”
يتابع مروان: “بعد اشتداد وتيرة القصف التي أجبرت غالبية الأهالي على النزوح وازدياد أعداد القطط الشاردة في الشوارع وعدم قدرة منزلي على استيعاب العدد الكبير من تلك القطط، خطرت لي فكرة إنشاء محمية لاستيعاب تلك القطط، وقد كانت تلك المحمية الخطوة الأولى في إنشاء المنظمة السورية لإنقاذ الحيوان، حيث قمت برفقة عدد من الشبان بجمع تلك القطط من الشوارع ووضعها في تلك المحمية”.
وبحسب مروان فإنه يوجد في المحمية أكثر من 100 قط، وقد تم تزويد المحمية بعيادة بيطرية لعلاج القطط الجريحة منها والمريضة، إضافة إلى وجود طبيب بيطري يقوم بالإشراف عليها وخاصة تلك التي تعرضت لإصابات جراء القصف، كما تقوم المنظمة بتأمين الأدوية اللقاحات والمضادات الحيوية اللازمة، بالإضافة إلى تأمين جو مناسب وسليم لتلك القطط، كما وتعمل على تقديم وجبات طعام يومية مخصصة لتلك القطط مكونة من معلبات المرتديلا واللحوم المجففة المستوردة وبقايا الفروج واللحم الناتج عن القصابة.”
ويتابع مروان: ” تقوم المنظمة بدراسة مشاريع جديدة تعنى برعاية الطيور والحيوانات البرية الأخرى على غرار مشروع القطط”.
لم تقتصر رعاية القطط وإطعامها على المنظمة السورية لإنقاذ الحيوانات، فهنالك بعض الشبان اللذين جعلوا ذلك العمل ضمن برنامج عملهم اليومي، ويصفون ذلك العمل بأنه واجب انساني وأخلاقي وديني، يقول علاء: “أذهب صباح كل يوم لتأمين احتياجاتي اليومية من القرى المجاورة، وفي طريق العودة أقوم بالمرور على كافة محلات الجزارين والدجاج لجمع ما لديهم من بقايا اللحم والعظام وتقديمها لتلك القطط التي سرعان ما أصل البلدة حتى تبدأ بالالتفاف حولي”.