الحرب والدمار والمصائب والأخطار تجتاح الشعب السوري من كل جانب، فلم تترك طفلا أو امرأة إلا وجعلته يشرب من كأسها المر، فقد تعددت الأسباب والنتيجة باتت واضحة، ألا وهي اللجوء إلى بلدان مجاورة، فقد أصبح اللاجئون يتدفقون بشكل مكثف إلى تركيا، ومنهم من رأى في ألمانيا الملجأ الأكثر أمنا، فأصبحوا يتكلفون الكثير من أجل الوصول إليها حتى ولو خاطروا بأرواحهم، فهم يتصورون أنَّ ما تقدمه السلطات الألمانية حبا وحنانا باللاجئين والذي يدعو للاستغراب أكثر هي الباخرات الألمانية المتمركزة في البحر التي تقوم بمساعدة اللاجئين للوصول إلى شواطئ ألمانيا، وهذا كله دفع الكثير من أصحاب العقول الراجحة للبحث عن الأسباب المخيفة وراء هذا الاهتمام، فالسؤال الذي يطرح نفسه ما الأسباب الذي دعت ألمانيا لتعطي البطاقة الخضراء التي تنص على مساعدة اللاجئين؟!! والأسباب هي أنَّ كل من ألمانيا وفرنسا تقبل على انتخابات برلمانية، ومساعدة ألمانيا للاجئين أعطى للمنتخبة ميركل نسبة تصويت عالية، فقد كسبت حليفا داخليا لها وهم العرب المسلمون في الانتخابات القريبة، وهذا يبرهن لنا أنَّ ما تقدمه ألمانيا بمثابة عرض مؤقت فحسب، ولكن الذي يدعو للقلق التقدم العملي والطبي الذي شهدته ألمانيا بما فيه الحصول على علاج لمرض السرطان باستخدام عنصر الليثيوم (Li ) لم تحصل عليه بالسهولة التي نتوقعها، فلم تنحصر أبحاث الألمان على الحيوان وحسب بل تطرأت للبشر فما الذي يمنع الألمان وغير الألمان من جعل اللاجئين ساحات اختبار بلا تكلفة؟! فقد تصاعدت على شاشات الأخبار أقوال أطباء ألمان يقولون بتفاخر نحن نسيطر على الحالات المرضية ونقوم بعزل الحالات المرضية المستعصية والله أعلم بما يفعلون بهؤلاء، فمتى كانت دولة مثل ألمانيا تعادي الإسلام والمسلمين تحرص على أرواح المسلمين ولاسيما أنَّ تجارة الأعضاء التي قد انتشرت كثيرا في البلاد الغربية؟! فما الشيء الذي سيمنع الألمان وغيرهم من أن يستثمروا هؤلاء الناس و قد جاؤوا إليهم بأرجلهم؟! نترك الخيار لشعبنا السوري، ونترك له حرية اللجوء للبلد الذي يريد، ولكن عليه أن يعلم أنَّ البلد الذي رأى فيه الإسلام والإيمان ليس فيه إسلام لينفعه بل سيزيد الحال سوءا، وعلى شعبنا أن يعلم أنَّ قلوب الألمانين السوداء البعيدة عن الإيمان كيف ستحميكم؟! وعليه أن يعلم أنَّ مصالحهم المخفية هي التي تدفعهم إلى ذلك، فعلى كل سوري أو عربي المكوث في بلده، فهو بحاجة إليه، وألا يتركه في يوم، ونرجو من الله أن تكون كل توقعاتنا هذه محل احتمالات، ولكن على السوري أن يعرف إلى أين المفر، وألا يقع في الخطأ فيمر من خطر إلى خطر أعظم والعياذ بالله.مريم الحسن