حلمُ النظام عبرَ نفسه الطويل ودعم العالم له أصبح حقيقة، وهو اليوم أمام فرصة للنجاح عبر حلِّ بقية المسالة التي حلَّ الطلب الأول منها وبقي الطلب الآخر، وهو حساب المرور بنصف قطر الدائرة لإطباق الطوق على مدينة حلب.
كيف يتابع مسيره ويقطع شريان الحياة بين الأرياف المحررة من الشمالي الغربي لمدينة حلب بأقل الخسائر والتكلفة ويحقق الهدف؟
قطّع الريف الشمالي كما ذكرنا سابقا، ولم بقَ له إلا أن يقطّع أرياف الريف الغربي مع الريف الشمالي لحلب بالكامل ويشتت النازحين ويرعب المخيمات، ويضع بعض المناطق أمام خياريين: إمَّا نظام الذل والعبودية والتخلي عن دماء الشهداء، أو الموت البطيء جوعاً وتشرداً وبيع النفوس المريضة.
كلا الأمرين واقع إن بقينا على حالنا، فكيف نتجاوز ذلك؟ دعونا نتعرف على مخطط النظام المتوقع لنعرف كيف سنواجه.
النظام بدأ من نبل شمالي حلب باتجاه الطامورة غرباً وهو أمام طريقين:
الأول: أن يقتحم عندان وتسقط معها معارة وكفر حمرة وحريتان والليرمون تلقائياً؛ لأنَّ الواقع يقول: إنَّ عندان عصب الريف الشمالي وحلب، ويصل بذلك إلى دوار الليرمون ويعود خط سرفيس حلب نبل على الطريق الرئيسي غازي عينتاب، ولكن هذا الأمر سيتطلب من النظام حساب أمريين وهما: دخول عندان لن يكون نزهة، وهذا يعيه النظام ممَّا سيطيل أمد المعركة وسيكلفه خسائر كبيرة في العدد والعدة، أو أن يتبع سياسة الأرض المحروقة لأنَّ عندان محروقة ومنذ زمن بعيد.
أمَّا الطريق الثاني: فهو كما فعل عندما وصل إلى نبل برصد بلدات واحتلال أخرى فسيتجه باتجاه المحاصرة لهذه البلدات والتوجه باتجاه الشيخ عقيل والشيخ سليمان وضم قبتان الجبل وعنجارة وكفر داعل وحور وصوﻻً إلى المنصورة، ويكمل نصف القطر الآخر، وإذا سلمنا أنَّه سيفعل بمعبر باب الهوى كما فعل بباب السلامة، فإنَّه سيحرك حلفاءه الأكراد من قرية قطمة على الحدود لدارة عزة، ومن جنديرس لسرمدا والدانا وهم نسبيا بعيدون عن الثورة.
فالنظام يعي أنَّ هذا الخط طويل وشاق، ويتطلب الصحوة الدائمة لهجمات الثوار على هذا الطريق الطويل غير المدعوم من بلدات مؤيدة، وسيهاجم من الغرب والشرق، وسيسهل فتح ثغرات فيه، وسيصل الريفين ببعض، وإن كان للثوار فقط عندها سيكون النظام أمام ضربات موجعة ستكلفه الكثير من فائدة الحصار الوهمي.
فما الطريق الذي سيسلكه النظام وإن طال تنفيذه؟ العاقل من اتعظ بالنصف الأول للدائرة، فهل فكرنا بما يفكر به، وفكرنا بالحل قبل أن يحصل ما سيحصل ﻻ سمح الله؟ الرأي والمشورة عند أصحاب الاختصاص، فهل اتعظنا من الارتجالية والعشوائية في اتخاذ القرار؟ وهل سلمنا أصحاب الحل والربط والخبرة ووضعنا أنفسنا بتواضع أمام حلولهم؟ أم سيبقى كلُّ واحد متمسك بكرسيه وحاشيته … ولتفنى البلد …
فاروق عبد السلام