لقاء : فارس الحلبيلا يختلف الوضع في الريف عن شقيقته المدينة لأن المآسي كلها مرتبطة مع بعضها ، فبالنسبة إلى الوضع الطبي والغذائي والأمني نجد أن الريف يعاني ما تعانيه المدينة من أمور كثيرة رغم الكلام الذي يتردد من أن ثوار الريف لا علاقة لهم بحصار حلب ، لكنَّ الواقع عكس ذلك ، لأن ثمة علاقة مشتركة بينهما ، إنهما مرتبطان بالحصار والجوع والموت .قامت صحيفة حبر بزيارة الريف الحلبي والتقت بعض رؤساء مجالس المدن الريفية وحدثونا عن أوجاعهم .يقول رئيس مجلس مدينة حريتان الأستاذ مصطفى بلكش :القصف مستمر في مدينة حريتان ، فالطيران الحربي لا يغادر سماءها ، خصوصاً في الليل ، وهناك معارك على الجبهات القريبة من المدينة ، وقد تسبب القصف بحركات نزوح ما يعادل 60% من السكان ، وجاء عوضاً منهم سكان من القرى المجاورة والأرياف البعيدة ، لأنّ مدينة حريتان كبيرة .ويضيف الأستاذ بلكش متحدثا عن الوضع التعليمي والطبي والخدمي : العلم هو المادة الغذائية الأولى ولا يمكن الاستغناء عنه ، ولذلك استطعنا أن نفتح مدارس بالتعاون مع بعض الجهات ، وقد استبدلنا الأماكن الآمنة بالمدارس الرسمية حفاظا على أمن وسلامة الطلاب . أما الوضع الطبي فللأسف أطباؤنا غادروا المدينة التي كانت مدينة الأطباء والصيادلة والمهندسين والمثقفين ، فلم يعد يبق سوى صيدلاني واحد ، ولكن فيما بعد وفي وقت متأخر جاء طبيبان من خارج المدينة وقدمت هيئات طبية .الوضع الخدمي للمدينة جيد ، وقد قمنا بحفر بئر ماء وتجهيزه ولم نحصل على أي دعم يخص الكهرباء ومازال عمال الكهرباء يعملون بالمجان .موارد الدعم كلها عن طريق المنظمات فهي من تخدم هذه المدينة ، ونحن لدينا في المدينة مكتب إغاثي موحد يضم كل الجمعيات الإغاثية بالمدينة من ضمنهم المكتب الإغاثي للمجلس المحلي لمدينة حريتانوكذلك بلدة حيان فهي لا تختلف كثيراً عن مدينة حريتان وما تعانيه ، يحدثنا رئيس المجلس المحلي لبلدية حيان غزال عترو :لا شك بأن المعاناة كبيرة وخصوصاً أن الطيران الحربي فوق سماء حيان ، والشعب بفضل الله متماسك ، والوضع التعليمي رغم المعاناة يستمر، وإقبال الطلاب على المدارس كبير ، لكننا نعاني كثيرا من بعض الضعف بسبب قلة الدعم المادي ، لدينا أكثر من 75 وظيفة في التعليم لا نملك لهم رواتب ، قدمت الحكومة المؤقتة دعما قليلا لا يذكر في السنة السابقة ، والدعم الذي أتى من الحكومة لا يتجاوز 10 آلاف دولار، لم يكفِ هذا المبلغ لتصليحات خفيفة في البلدة لذلك نعتمد على المساعدات الداخلية والمتطوعين لأن الواقع فرض علينا ذلك .أما الكادر الطبي فضعيف جداً وليس لدينا أي طبيب يعالج جراح المصابين مع أن المدينة تضم 20 ألف نسمة ، ولذلك نعتمد على أشخاص تعلموا مداواة الجروح وهناك ممرضون متدربون من أهل البلدة .الوضع الخدمي للبلدة ضمن الإمكانيات المتاحة وقد استطعنا أن نصلح كثيرا من الأضرار التي سببها القصف . حاليا يوجد في البلدة حوالي 500 نازح أتوا من أحياء المدينة وأطرافها ، ولذلك فإن الوضع الإغاثي غير كاف في البلدة بسبب قلة الدعم .