في ناظري ما بان لون لامع…… لكنني لضجيج صوت أسمع
لا تحسبن يراع قلبي نائمًا……. فالنار في لبي شعاع يلمع
جسدي وما أدراك ما جسدي أنا….. إذ فيه قوة خالقي تتجمع
ما همني أن عشت مكفوفًا أنا … فغدًا بصري عند ربي يرفعُ
فنبينا قد قال في أقواله … من كان قد فقد العيون سيرفعُ
بهذه الأبيات افتتح (محمد معتوق) أحد المكفوفين المشاركين في مهرجان (أصحاب الهمم) الذي أقامته منظمة شفق/ مركز مكاني بالتعاون مع نادي أمية الرياضي للمكفوفين ومبتوري الأطراف وذلك في يوم الخميس 20/12/ في صالة التربية الرياضية في مدينة إدلب، وهو الأول من نوعه في الشمال السوري لأنه يهتم برياضات المكفوفين ومبتوري الأطراف.
بدأ المهرجان بمباراة (كرة الجرس) للمكفوفين تلاها كرة الطائرة وكرة اليد ثم مباراة لكرة الطاولة، وبالنهاية مباراة في كرة القدم لمبتوري الأطراف، كما شهد المهرجان منافسة وتفاعل بين اللاعبين.
(محمد شيخ الحدادين) مدرب فريق المبتورين في نادي أمية يقول: “تأسس الفريق منذ سنة ونصف تقريبًا، بدأنا بلعبة كرة القدم ثم توجهنا للسباحة والشطرنج والجري وحاليًا أضفنا ريشة الطائرة وكرة الطائرة، مشيرًا إلى أن عدد أفراد الفريق كان 6 لاعبين وحاليًا 30 لاعبًا من كافة الأعمار بينهم طفل بعمر 14 سنة ورجل بعمر الـ 50، يضم الفريق مبتوري أطراف علوية يلعبون في حراسة المرمى وأطراف سفلية يلعبون بكرة القدم، أبرز الصعوبات التي تواجه اللاعبين هي بُعد الملعب وعدم وجود ملعب داخل المدينة”.
(هيثم الزير) من مدينة إدلب قال: “أشعر بمتعة كبيرة حين أذهب إلى التدريب في الملعب بصحبة رفاقي خاصة حين ازداد عددهم، حيث أصبح اللعب أكثر متعة وحماسة، الصعوبة الوحيدة التي أواجهها هي الجري لأني لا أملك سوى قدمًا واحدة، إلا أنني أنسى هموم الدنيا ولا أشعر بإصابتي وقت اللعب.”
(عدنان وكيل) مختص بتأهيل وتدريب الاحتياجات الخاصة ومدرب المكفوفين يقول: “هدف البطولة توجيه اهتمام المجتمع تجاه هذه الفئات ودمجها فيه لممارسة حياتهم بشكل طبيعي، حيث تسهم الفعالية في رفع الروح المعنوية للاعبين وتعتبر تحديًا كبيرًا في وجه إعاقاتهم”.
اختتم المهرجان بتكريم كافة اللاعبين المشاركين بجوائز وكؤوس للمكفوفين ومبتوري الأطراف، والجدير ذكره، أن منظمة شفق قد أطلقت فعالية (القلوب المبصرة) في منتصف العام الحالي شملت تدريب لـ 12 مكفوفًا كلي وجزئي على لعبة كرة الجرس تحت إشراف مدرب مختص ومساعدين.