نور المحمد |
أدت عمليات النظام العسكرية على قرى وبلدات ريف حماة الشمالي إلى تدمير معظم المنشآت الحيوية والبنى التحتية.
وكان لمدينة مورك شمال حماة 35 كم نصيبها من القصف، فمنذ بدء حملة التصعيد العسكري مطلع الشهر الخامس من العام الحالي، وكون مورك نقطة تماس فاصلة بين المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة وبين مناطق النظام، تركز القصف على المدينة ما تسبب بنزوح السكان، ربما ذلك يبدو مشابهًا لباقي القرى التي قُصفت وهُجِّر أهلها، لكن مدينة الفستق الحلبي (مورك) باتت جراء القصف دون مدارس تحتضن أبناء المدينة.
(عبد السلام القاسم) رئيس المجلس المحلي في مورك يقول: “إن آخر إحصائية لعدد السكان والنازحين في مدينة مورك وصل قرابة 12 ألف نسمة عادوا أواخر كانون الثاني من العام الفائت سعيًا منهم لإعادة الحياة إلى مدينتهم.
إلا أن ست مدارس من مدينة مورك نسبة دمارها فاقت 90 % بعد إعادة تأهيلها وتجهيزها بمساعٍ وتبرعات من أهالي المدينة، فمنذ خروج مدينة مورك عن سيطرة قوات النظام في أواخر عام 2015 بدأ بصب جام غضبه على الأحياء السكنية واستهداف ممنهج للبنى التحتية والمدارس بشكل أساسي.”
(حسين الشيخ) مدير المكتب التعليمي في مدينة مورك قال لصحيفة حبر: “بعد عودة الأهالي إلى المدينة، قمنا بالعمل على تجهيز ثلاث مدارس تكفلت إحدى المنظمات بتأهيلها وتزويد الطلاب بالقرطاسية والكتب، وثلاث مدارس تم تكفل تجهيز متطلبات العميلة التعليمية فيها من قبل مغتربي وتجار مدينة مورك في الخارج، فضمت تلك المدارس 1650 طالباً من حلقتي التعليم الأساسي والثانوي، وكان يعمل كوادر تلك المدارس بشكل تطوعي.
آخر تلك المدارس المدمرة كانت مدرسة (أحمد عرابي) التي تمّ إعادة تأهيلها وتجهيزها بشكل كامل، حيث افتتحت في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2018 لكنها تعرض لثلاث غارات جوية من الطيران الروسي في 26 تموز العام الجاري أدت إلى تدمير أجزاء كبيرة وواسعة منها ونشوب حرائق ضخمة.”
وأضاف الشيخ: أنه “بعد نزوح أهالي المدينة والطلاب، قمنا بتقديم طلب لمديرية تربية إدلب من أجل إنشاء مدرسة في المناطق التي يوجد فيها معظم أهالي المدينة كمدينة النيرب وكفردريان وسرمين جنوبي إدلب، لكن دون استجابة من المديرية حتى الآن.”
وفي ظل حركة النزوح الكبيرة التي تشهدها قرى وبلدات ريف حماة، تواجه مخيمات النزوح صعوبات كبيرة في تأمين خيم ودعم مادي وثانوي لتجهيز مدارس بدائية لعدم حرمان الأطفال من التعليم والحد من انتشار الجهل.
ويُعاني محمد المصري (نازح من مدينة مورك) مع أطفاله الثلاثة من عدم تمكنهم من القراءة والكتابة رغم تجاوزهم سن الثامنة، إلا أن النزوح المتكرر وعدم قدرته المالية على تأمين قرطاسية خاصة لأطفاله منعه من تسجيلهم ضمن مدارس.
يُشار أن المدارس الموجودة ضمن ريف حماة الشمالي من أولى المدارس التي تُدار بجهود ذاتية منذ منتصف عام ٢٠١٢ وحتى الآن.
وبحسب إحصائية صدرت عن منسقي الاستجابة في 24 يوليو الفائت، فإن النظام استهدف 233 منشأة حيوية في شمال غرب سورية بينهم أكثر من 90 مدرسة منذ بدئه حملته العسكرية على أرياف حماة وإدلب، إذ يتعمَّد منذ أكثر من 8 أعوام التركيز في قصفه جوًّا وبرًّا على البنى التحتية والمرافق العامة من مساجد ومدارس ومشافٍ.