محمد ضياء الأرمنازي
قصفت إحدى الطائرات بلا طيار السيارة التي كان يستقلها أحد القادة العسكريين على طريق إدلب، وقد أدَّت إلى مقتله مع مجموعة من المقاتلين، علماً أنَّ عدد المقاتلين الذين استشهدوا في مطلع 2017 وصل إلى 55 شهيد.
استساغت آذاننا هذا الخبر الخطير الذي أصبحنا نسمعه من وسائل الإعلام بين فترة وأخرى، وكانت بطلةُ هذا المسلسل الطائرة بلا طيار الصغيرة بحجمها الكبيرة بفاعليتها في الجو.
تحوَّلت الطائرات بلا طيار من منصة استعلام ومسح واستطلاع إلى طائرة متعددة المهام، فأصبحت تحمل صواريخ يتجاوز وزنها مئات الكيلو غرامات، وأصبحت تطلق الصواريخ الذكية الدقيقة الإصابة من علوٍّ مرتفع، وأصبحت الوسيلة المفضلة للاغتيال وضرب المواقع الحيوية للعدو.
يعود سبب استخدام هذا النوع من الطائرات إلى الحفاظ على حياة الطيار أولاً، ورخص ثمنها بالنسبة إلى الطائرة المقاتلة ثانياً، فثمن ألف طائرة منها يعادل ثمن طائرة واحدة من نوع (15 F).
وثالثاً تستهلك 200 رحلة من طائرة بلا طيار وقودَ رحلة واحدة لطائرة (4 F)
لتحقق نفس المهمة على طول المسافة عينها، رابعاً تفوق كلفة تدريب طيار واحد على طائرة تورنادو أربعة ملايين دولار في حين إنَّ الطائرة بلا طيار لا تحتاج إلا إلى مبالغ زهيدة جداً، كما لا يحتاج المتدرب إلا إلى نحو ثلاثة أشهر ليصبح مشغلا محترفاً لها.
لكن هل يمكننا إسقاط تلك الطائرة؟ وكيف نستطيع تجنبها والتخفيف من خطورتها؟
يقول عبد الناصر الضابط السابق في سلاح الجو السوري (باحث زائر في مركز أبحاث الإصلاح العربي في باريس): “خطورة هذا النوع من الطائرات كبير جداً؛ لأنَّها تستطيع رصد ومشاهدة كل مكان، وتستطيع الوصول إلى أي شخص وأي منطقة، وجميع المليشيات الشيعية التي جاءت إلى الأرض السورية تستخدمها، بسبب رخصها وفاعليتها وسهولة التحكم بها عن بعد.
يبدأ سعر الواحدة منها بـ 200 $، ويمتلكها النظام أيضاً منذ زمن طويل، وهناك محاولات لتصنيعها في معامل الهندسة العسكرية بالاستعانة بخبرات من إيران.
يستخدم النظام هذا النوع من الطائرات بكثرة في معظم عملياته القريبة،
هذا بالنسبة إلى الطائرات التي تكون مهمتها استطلاع فقط، لكن بالنسبة إلى الطائرات التي تحمل صواريخ، فلا أعتقد أنَّ النظام قد استخدمها.
جميع الطائرات التي تحمل صواريخ وتقوم بالاغتيالات تكون عند الجيش الأمريكي، والجيش الروسي، والبريطاني، والفرنسي، وعند الجيش الإيراني إلى حدٍّ ما لأنَّ فاعليتها ليست جيدة عندها.
تطير الطائرة المسيرة غير المسلحة حتى علو 2 كم لكي ترى الهدف واضحا بكمرتها الصغيرة نسبياً، لكن ترتفع الطائرة المذخرة حتى 5 كم لأنَّ حجمها أكبر، وهناك صعوبة في إسقاطها لأنَّ حجمها صغير أولاً، ولأنَّها لا تصدر صوتا ثانياً، ومسألة تحاشيها صعبة جداً، لكن إذا شوهدت بالنظر يمكن التعامل معها بالمضادات 14.5أو12.5 وحتى يمكن لبعضها إسقاطها بالكلاشنكوف”.
الحرب لم تتوقف، وهذه الطائرات أصبحت تشكل خطراً حقيقياً على الثورة السورية، فهل سنقف متفرجين عليها وهي تغتالنا كلَّ يوم؟ أم سنبتكر الطرق الجديدة لمحاولة إسقاطها أو على الأقل تفادي خطرها بطرق التمويه المختلفة؟