حلَّ المساء على شارع تقسيم المكتظٌ بالمارة الذين من بينهم ثلاثة شبان سوريين أحدهم يدعي “أنه مشهور”، كانوا يعدون مقطعًا مصورًا قالوا عنه فيما بعد أنه ترفيهي.
يظهر الشاب (محمود بيطار) في بداية المقطع وهو يطلب من صديقيه تنفيذ تحدٍّ مضمونه “معاكسة الفتيات”، وبالفعل ضايق الشباب أكثر من فتاة في شوارع تقسيم أثناء تصوير الفيديو. في ظاهرة يتكرر فيها مضمون اليوتيوب غير الهادف في تناول الموضوعات التي تثير الحساسية بين الأتراك والسوريين خاصة عندما تصدر من يوتيوبر سوري.
انتشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي بعد وقت قصيرٍ من عرضه للمرة الأولى على قناة “محمود بيطار” في موقع اليوتيوب، ولاقى فعل الشاب بيطار موجة غضب وانتقادات لاذعة من قبل آلاف السوريين المقيمين في تركيا وعدَّ معظمهم أن مضمون المقطع يسيء لسمعة السوريين في تركيا بعد أن تداوله الأتراك أيضًا وتحدثوا عن السوريين بطابع سلبي.
ليس محمود بيطار هو الوحيد الذي يمتلك قناةً على يوتيوب ويتابعه الآلاف، بل هناك عشرات السوريين ممَّن يعدون أنفسهم “يوتيوبر” ويقدمون محتوى على أساسٍ أنه ترفيهي، فمؤخرًا ألقى الأمن التركي القبض على شاب سوري “جيفارا العلي” لديه قناة يتابعها الآلاف في ولاية غازي عنتاب بتركيا، وثمة فتاة تلقب بـ “أم سيف” ظهرت في مقاطع مصورة عديدة مع جيفارا العلي، قالت: “إن سبب اعتقال العلي عدم وجود وثائق رسمية تتيح له البقاء على الأراضي التركية، فهو يحمل إقامة بريطانية فقط، ومن المرجح ترحيله إلى بريطانيا.!” وللمصادفة كان اعتقال الشاب قد أتى بعد انتشار المقطع المصور لمحمود بيطار.
بعد مضي 24 ساعة على عرض فيديو البيطار خرج ببث مباشر على صفحته الشخصية، بلحظة ظنَّ من يتابعه أنه سيعتذر من السوريين، لكنه أصرّ على أنه لم يفعل إلا الصواب وقال إن مضمون المقطع ترفيهي، وبرر فعله بقوله على أحد القنوات التي استضافته: “مو كل الناس تحب القهوة سادة”.
وكتب المئات من السوريين رسائل انتقاد لمحمود بيطار وبعضهم طالب السلطات التركية باعتقاله أثناء وجوده في إسطنبول واعتقال كل من يسير على طريقه، أو منعه من دخول تركيا على أقل تقدير.
للأسف معظم “اليوتيوبرز” السوريين في تركيا لا يقدمون إلا محتوى ترفيهي رغم أن اللاجئين السوريين في تركيا بأشد الحاجة إلى قنوات تنقل لهم المعلومات القانونية والنصائح الإرشادية التي تسهل حياتهم في تركيا.
يقول محمد شاب سوري (28سنة) مقيم في تركيا: “هذا المقطع ليس مدرجًا بقوائم التجربة الاجتماعية؛ لأن مضمونه يخدش الحياء، ويبدو أن من صورّه وأعده لديه صعوبة بالتفريق بين النوعين، ويفقدون أدنى معايير الأخلاق والوعي المجتمعي وشهرتهم جاءت بسبب عناوين تغري المشاهد مثل: “أنواع الشباب ليلة الدخلة”.
سابقاً نشر محمود بيطار على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك فيديو ينتقد به الناس بقوله: “أنا موجود منذ 6 سنين في السوشيال ميديا من عام 2013 إلى الآن، من الممكن أنني قمت بعمل أشياء “تافهة”، لكن لم أخدش الحياء ولا مرة!”
وأكمل بيطار: “يوجد أشخاص يريدون الشهرة بطريقة خاطئة، لكنهم لا يعلمون أن جميع الطبقات معرضة لتشاهد هذا الفيديو، لا يعلمون بوجود أطفال أو نساء أو أناس بوضع حرج أو أشخاص موجودين مع عوائلهم، إلى أي مرحلة وصلت التفاهة في السوشيال ميديا؟!” فعجبًا لتساؤله وفعله على أرض الواقع خاصة في تركيا التي تحتضن حوالي 4 ملايين سوري!