بقلم سلوى عبد الرحمن
مع استمرار الحرب في سوريا واستهداف النظام لكافة المنشآت الخدمية في المناطق الخارجة عن سيطرته كعقوبة، لها تعرض القطاع الكهربائي الذي يمثل عصب الحياة للمواطنين لكثير من الأضرار، مما اضطروا لإيجاد بدائل ابتداء من لمبة الكاز والشمع ووصولا إلى مولدات الأمبير وألواح الطاقة الشمسية، وبما أنَّ الأخيرة مرتفعة التكاليف اعتمد معظم سكان المناطق المحررة على مولدات الأمبير خاصة في إدلب وحلب وريفهما، فهما الأكثر تضررا في القطاع الكهربائي لخروج محطات تغذية الكهرباء عن الخدمة نهائيا.
مولدات الديزل (الأمبير) هي البديل:
ظهر هذا النوع من المولدات كبدائل عن الكهرباء بأنواعها وأحجامها المختلفة، وغطت كافة مدينة إدلب منذ بداية تحريرها حتى اليوم، واستفاد منها معظم السكان لإنارة البيوت بالإضافة إلى تغذية الخدمات الإنسانية، وقد صرَّح مدير المحطة الكهربائية ومسؤول التنسيق في مدينة إدلب لجريدة حبر “عامر كشكش” عن وضع وآلية عمل هذه المولدات : ” لقد تمَّ تخصيص مولدة في كل حي، وتمَّ مدّ شبكة كهرباء بالتعاون مع إدارة كهرباء إدلب من المولدة إلى الأبنية السكنية بشكل مباشر عبر قاطع الأمبير”.، وأكثر المولدات شيوعا ( مولدة ب6رؤوس سلنكر والقادرة على حمل 500 أمبير كحد أقصى، وتحرق من 30-35 لتر مازوت ساعيا) و ( مولدة أخرى ب8رؤوس سلندر قادرة على حمل 1200 أمبير كحد أقصى، وتحرق 50 لتر مازوت ساعيا).
ازدهرت تجارة المولدات في المناطق المحررة بشكل كبير، فأضحى اقتناء مولدة مهنة مربحة للكثير منهم، بينما يعاني المواطنون من ارتفاع سعر تكلفة الأمبير الواحد، حيث وصل مؤخرا في مدينة إدلب إلى 2100 ليرة سورية للأمبير الواحد شهريا، حيث تصدر إدارة مدينة إدلب حسب ما أضاف مسؤول التنسيق في الإدارة على صفحته “إنَّ لائحة أسعار الأمبير تصدر قبل بداية كل شهر من قبل هيئة جيش الفتح نظرا لاختلاف أسعار المازوت من فترة لأخرى، ويبلغ عدد ساعات التشغيل حاليا للمنازل 4 ساعات يوميا، والأسواق 5 ساعات، وهذه الساعات قابلة للتغيير حسب تغير سعر المازوت”
وعن رفع أسعار الأمبيرات التي ترهق المواطن قال أبو خالد مستثمر إحدى المولدات في المدينة: ” إنَّ صاحب المولدة ليس بائع مازوت، وإنَّما هو صاحب مشروع، وتجَّار المازوت والمولدات هم المستفيدون من هذه التجارة”، فثمة أعطال قد تصيب هذه المولدة أبرزها النوعية السيئة من المازوت، وارتفاع تكاليف إصلاحها قد يخسر المستثمر مبلغا كبيرا من المال، ناهيك عن استهداف الطيران بشكل مباشر لها في بعض الأحيان.
غالبية السكان في المدينة يشتركون بـ 2 أمبير، وهي كافية لتشغيل الإنارة وأحد الأدوات الكهربائية كالغسالة أو البراد، وفي حال استخدام أكثر من ذلك يفصل قاطع الأمبير بمفرده تلقائيا، أمَّا في حال سير أحوال المولدة على ما يرام فلا أعطال، والمشتركون كثر، وحجم المولدة كبير، فالأرباح تقدر بـ 5بالمئة من الاشتراكات، فإذا كانت المولدة تنتج 1200 أمبير قد يصل ربحها إلى 700 ألف ليرة سورية شهريا.
ويبدو أنَّ عودة التيار الكهربائي إلى المدينة أمرا بعيد المنال خاصة بعد تدمير النظام للمحطة وسرقتها، وفي هذا السياق قال الاستاذ عامر كشكش ” بعد الكم الهائل من السرقات التي تعرضت لها محطة زيزون من أكبال وأعمدة وأبراج من قبل اللصوص وضعاف النفوس أخشى القول إنَّه لا يمكن إعادة خط الكهرباء حتى لو تم تأمين الكمية خوفا من سرقتها مرة أخرى”.
ويبقى المواطن هو الخاسر والمتضرر الأكبر من هذه التجارة، فساعات تشغيل مولدات الأمبير قليلة لا تفي بالغرض المطلوب خاصة في فصل الصيف الحار، فلا ثلاجات تبرد الماء ولا مكيفات أو مراوح تعمل وقت الظهيرة.
إلا أنَّه ثمة وعود وآمال وتطلعات مستقبلية لتأمين الكهرباء عن طريق محطات التوليد من قبل المسؤولين في إدارة مدينة إدلب، فالخط المؤمَّن والمستجَر حاليا من مدينة حماة إلى حلب وصولا إلى إدلب لا يكاد يكفي المشافي والأفران وضخ المياه، وكما يقول المثل إن غدا لناظره قريب.