غسان دنو |
في مقطع صوتي تم نشره عبر وسائل التواصل، أدان المعارض (ميشيل كيلو) حملة القصف الهمجية الروسية واستهدافها للمدنيين، وبيَّن أنها انتقام ممنهج من كل مدني كان قد عارض النظام السوري، وفي الوقت نفسه هي ممارسة للضغط على تركيا التي تدعم المعارضة.
تحدث كيلو أيضًا عن كلام بين تركيا وروسيا، وتوقع أن ينتهي إطلاق النار في نهاية شهر حزيران، وأضاف أن روسيا أبلغت تركيا أنها تريد إكمال الاجتياح لأكثر من المساحة التي سيطروا عليها بأضعاف وتبلغ حوالي 200 كيلو مترًا، وذلك لتضمن روسيا عدم استهداف قاعدتها في مطار (حميميم) ومدينة سقلبيَّة وجورين.
وأكد أن على الثوار زيادة التحصينات الدفاعية ووجوبها أكثر من ذي قبل، وذلك من خلال حفر الخنادق والتدشيم، وقال أيضًا إن التوسع الروسي سيكون حتى نقاط التماس الاثنتي عشرة التركية.
وتحدث عن توازن ربما تستطيع المعارضة فرضه في حال زيادة التسليح، الذي بدوره سيعزز من قدرتها على صد العدوان البري واستعادة أي منطقة يدخلها النظام، وقتها ربما تتوقف الهجمة عند إدراك الروس للوضع وحجم الخسائر الكبيرة.
وأشار إلى أن الاتفاق الروسي-التركي، بحسب أحد المطلعين، أُقرَّ بآستانة، وينص على تشكيل ثلاث مناطق نفوذ بسورية (للنظام، والأكراد، والمعارضة بإشراف تركي،) على أن يتوقف وقف إطلاق النار بنهاية 2018 ريثما تكون هناك خطوات جدية تقلم أظافر الرئيس وتحدُّ من صلاحيات النظام، ولا يكون هناك سلطة للمخابرات بالبلاد، وتجري انتخابات حرة عبر الأمم المتحدة.
ولكن الاتفاق لم يتم تطبيقه، وتحجج الروس بأنه تم خرقه من قِبل المعارضة، وهناك حاليًا خشية من الروس، حيث يطالبون الأتراك بالتزامهم بالطريق m 4 الذي يقع نهاية المنطقة الآمنة التركية، إذ يجب أن يكون فيها نفوذ روسي، وهذا يعني أن سراقب ستكون مستهدفة، والأتراك يقولون: إن ذلك مستحيل؛ لأنه يعني قضم مناطق جديدة، وهذا يُخالف آستانة ويُخالف اتفاق إنهاء إطلاق النار الموقع بنهاية 2018.
المناطق التي أخذت تقع ضمن المناطق الضرورية لحماية الوجود الروسي في منطقة سقلبيَّة، والأتراك ليسوا موافقين على ذلك وطالبوا بإخراج قوات الأسد، وهذا يؤكد فعليًا بقاء المنطقة تحت سيطرة الثوار بحماية تركيا.
والروس يريدون الدخول من 3 حتى 6 كيلو متر، ولكن يبدو أنهم يريدون التوغل أكثر؛ لأن الأمر أصبح متاحًا عبر سياسة الأرض المحروقة.
والأمر المطلوب حاليًا، تدشيم المناطق المجاورة للنظام بشكل جيدة على طول الحدود الحالية لمنع الروس من التقدم وفرض وقف إطلاق النار عبر إيقاع أكبر قدر من الخسائر.
وتبقى المشكلة الأكبر هي الأراضي والمناطق التي هُدمت، والقرى التي هُجِّر منها أهلها قسراً، واللجوء إلى الحدود بحثاً عن الأمن.