غسان دنو |
يستمر الطلاب السوريين بتصدر المشهد التعليمي في تركيا بتحقيقهم أعلى الدرجات على حساب الطلاب الأجانب في الجامعات التركية رغم الظروف الصعب التي مرو بها.
ومن هؤلاء كانت الطالبة (نايا نجار) التي حققت الدرجة الأولى في فرع برمجة الحاسوب بجامعة حران التركية، لتنضم لعشرات الطلبة السوريين هذا العام.
وفي تصريح خاص لصحيفة حبر قالت الطالبة نايا :” ببداية الثورة كنت في الصف التاسع وشهدت على إجرام النظام وتعطشه لسفك الدماء كنت أخشى على نفسي من الاعتقال بسبب رفضي التام لأسلوب نظام الأسد بقمع المظاهرات بالرصاص”.
وأضافت ” أكملت دراستي رغم الظروف السيئة ووحشية النظام وفي أحد الأيام تعرضت مدرستي لإطلاق نار من قبل شبيحة الأسد ، لن انسى لحظات الخوف والرصاص يطال صفي، خاصة أن إدارة المدرسة حبستنا في الصفوف ومنتعنا من الخروج”.
وتتابع ” لجأت لإكمال الدراسة بمعهد خاص لكنه أيضاً تعرض للقصف وبلطف الله فصل بيني وبين الموت دقيقتين” ورغم ذلك تابعت دراستي ودخلت فرع العلوم المصرفية بجامعة حلب والطيران فوقنا ونخاف من أن يقصفنا، وتعرضت لمضايقات من عساكر الأسد الذين كانوا من باب (المزاح) يطلقون الرصاص كلما مررنا ليضحكوا على خوفنا.
ولم ينتهِ الأمر بذلك فحملات التفتيش على منزلنا والمضايقات كثرت وهنا أدركت رغم تفوقي من الصف العاشر حتى الفصل الأول بالجامعة أن الانسان بسورية ليس له قيمة.
دفعني كرهي وغضبي من نظام الأسد للسفر مع عائلتي نحو تركيا وبعد العديد من المحاولات لسنوات حصلت على منحة دراسية من (سبارك) وقبلت بجامعة (حران) فرع برمجة حاسوب.
ولم تكن ظروف الجامعة جيدة وفكرت بالانسحاب لعدة مرات، ولكن إصراري وطموحي دفعني لأكمل ولله الحمد تفوقت في الدراسة حتى تخرجت.
ويعود الفضل الأول من بعد الله لأمي التي ساندتني بكل خطوة وتعبت أكثر مني، ولعائلتي وأساتذتي وأصدقائي وللدولة المضيفة (تركيا) التي استقبلتنا وقدمت لنا الفرص.
ووجهت نايا رسالة للطلبة السوريين ” شدو الهمة وارفعوا علم الثورة مكللاً بالنجاح أينما كنتم، وتذكروا دوماً أن النجاح حليف المثابرين وليس حكراً على أحد”.
وعن رفعها لعلم الثورة لحظة تكريمها تقول:” إن الثورة دائما بقلوبنا وعقولنا وبحملي لعلم الثورة أحببت توجيه رسالة للمجرم أننا هنا ولم ننس ثورتنا وسنعود لأن سوريا لينا وماهي لبيت الأسد”.
أردت أن يفهم الجميع أننا لم نترك بلدنا بالعكس تماماً كل مننا يجاهد بطريقته مننا من يجاهد بعقله، سلاحه، قلمه كلنا لديه طريقة للجاهد لن نقف مكتوفين الأيدي متفرجين على الظلم بفم ساكت.
وسنعود ونحن أقوياء بإذن الله سنعود لاستعادة بلدنا وآل أسد وداعميهن مصيرهم في مزبلة التاريخ لن ننسى ولن نسامح ولم نغفر أبدا.
وعن الفارق بين جامعة حلب وحران ” في حلب الأساتذة على قدر من العلم والفهم وفضلهم علي لا ينسى ولكن لايوجد تطور ولا اهتمام كما هنا في تركيا.
والمنهاج في حلب محصور بمقررات الفرع، بينما في حران يوجد مواد أخرى تجعل الطالب يتواصل مع المجتمع ويفكر بشكل أفضل.
وتختم ” أريد التخصص بمجال برمجة الروبوت ولكن هذا المجال يحتاج دعم مادي كبير، لذا قررت العمل بمجال الموشن جرافيك حتى أجمع المال اللازم وأنطلق بالبرمجة التي أحب”
وعن عودتها لسورية أكدت أن الوقت غير مناسب حالياً لأنها تحتاج لمكان تطور به علمها وعملها ولن تبخل بدعم بلدها بشكل كبير مستقبلاً.
وكرمت الجامعة الآنسة نايا أول أمس على مسرحها مع زملائها من الكليات المختلفة وعبرت ابنة مدينة حلب عن فرحتها بحمل علم الثورة ورقصت به فرحاً بهذا الإنجاز.
الجدير بالذكر أن عشرات الطلبة السوريين تفوقوا هذا العام في الجامعات التركية بفروع متنوعة ومنهم من استطاع الدراسة بفرعين معاً والتفوق بهما.