لا أعرف ماهي العقلية التي يستخدمها رافضو عملية نبع السلام من السوريين، وكيف بإمكانهم أن يكونوا مؤيدين للثورة ولأعدائها في الوقت نفسه، بل للوطن وأعدائه في الوقت نفسه.
هم ذاتهم الذين يتغنون بضرورة وحدة التراب السوري مهما كان الثمن، تراهم يتباكون على المليشيات الانفصالية التي تعلن صراحة أنها تريد إقامة دولة مستقلة في شمال سورية.
هم نفسهم الذين يعادون الطائفية والعرقية والتمييز لأي سبب بين مواطني هذه الأرض، ويعتبرون أن حرب المليشيات التي تريد إقامة دولة على أساس عرقي هو عمل شرير ليس لمصلحة الوطن.
هم نفسهم الذين يؤيدون الثورة ويزايدون على أهلها إن لزم الأمر، تراهم اليوم ثكالى على أعداء الثورة وأكثر من حاربها بعد النظام وداعش، ومن تسبب في أكثر نكباتها إيلاماً وتسبب في أشد انقساماتها وفي حصار كبرى مدنها في الشمال حلب.
هم نفسهم من يدعون لمحاسبة المجرمين أينما كانوا، نرى قلوبهم رقّت لمن قتل الآلاف من أبناء هذه الأرض وفجَّرهم وما يزال، وقصفهم بما أتيح له من الصواريخ وتحالف مع النظام مراراً، وارتكب المجازر وباهى بها أمام الكاميرات ومثَّل بالجثث.
لا أعرف أي عقل يمتلك هؤلاء (الوطنيون) الذين يميلون كيفما مالت الدعاية العالمية ولا يهتمون لوطنهم إلا بما يوافق برستيجهم وأفكارهم العفنة. وتراهم يرددون أسطوانةً مشروخة تشبه أسطوانة المجتمع الدولي الذي ينتمون إليه ولا تشبه أبداً خطاب أبناء وطنهم، فيقولون احتلالاً تركيًا وغزوًا عثمانيًا، ويسمون الجيش الحر (مليشياتٍ ومرتزقة).
وكأن سيطرة المليشيات الانفصالية لم تكن احتلالاً وتقسيماً وعنصرية وعمالة! وكأن الدعم الأمريكي حلال والتركي حرام! أم أنهم كما يقولون يريدون أن يطردوا أعداء الوطن من أرضه ويستعيدوا الحرية بالصراخ بينما أعداؤهم يملؤون الوادي بنادق وصواريخ؟!
لا عجب لهم .. فهم لم يكونوا أبناء هذا الوطن لحظة واحدة، وإنماء أبناء البريستيج الذي يرتدونه ويزعقون من أجله.
المدير العام | أحمد وديع العبسي
1 تعليق
بكري
نفس الهوا هون مؤيدين الهيئة بقلك عم فرحانين عم يحرروا
اشو لي ما يجوا يقاتلو النظام هون