منيرة بالوش |
أقام مركز (حرمون للدراسات المعاصرة) بالتعاون مع (تجمع ثوار سورية) في مدينة إدلب، ندوة سياسية خاصة تحت عنوان: (التغيرات التي طرأت على أدوار المرأة السورية ومشاركتها السياسية) وذلك يوم الأربعاء 15 الشهر الحالي.
قدمت الندوة الأستاذة الحقوقية (هدى سرجاوي) وهي محامية وناشطة حقوقية، وعضوة المجلس المحلي في مدينة معرة النعمان.
صحيفة حبر حضرت الندوة والتقت السيدة (هدى) للحديث عن أهم محاور الندوة حيث قالت : “تناولنا أبرز التغيرات التي طرأت على أدوار المرأة قبل الثورة السورية وبعدها في مناطق المعارضة حسب القوة المسيطرة على أرض الواقع في مناطق سيطرة المعارضة بشقيها المعتدل أو الراديكالي، وعندما كانت خاضعة لسيطرة تنظيم (داعش)، وفي مناطق سيطرة قوات حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الكردية).
وعن الآلية المتبعة في إبراز التغيرات أفادت (هدى) بقولها: “أجريت دراسة مؤخراً على عينة من النساء شملت 200 امرأة في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام بغية التعرّف إلى الأدوار الأسرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية الجديدة لها خلال الحرب.”
تبين من خلالها حسب ما أوضحته السيدة (سرجاوي) “دور المرأة البارز أثناء الثورة السورية من خلال مشاركتها في المظاهرات السلمية، ثم العمل الإغاثي، والعمل في المشافي الميدانية، والعمل في مهن جديدة لتحمل مسؤولية البيت كاملًا بسبب غياب الزوج لأسباب متعددة كالقتل، الاعتقال، الاختفاء، التهجير القسري”.
كما أشارت (سرجاوي) إلى أن “هناك مشاركات فعالة، لدى كثير من النساء، في ميدان التطوع بأشكاله كافة، وشملت نشاطات التطوّع مجالات كثيرة، بحسب المنطقة التي توجد فيها المرأة، ومنها: (ميدان الدعم نفسي وأنشطة الأطفال، مشاريع خدمية في القرى كتمهيد طرقات وترميم مدارس، تعليم المنقطعين عن الدراسة، كفالات الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، التعليم في المخيمات، التطوع في مشافي ميدانية”.
حضرت الندوة مجموعة من السيدات الفاعلات في المجتمع، منهنَّ في المجالس المحلية، وعاملات في منظمات المجتمع المدني، وإعلاميات، وربات منزل، تناقشن وأبدين رأيهن في موضوع الندوة.
صحيفة حبر التقت السيدة )هناء دهنين( إحدى المشاركات في الندوة، وهي عضو مجلس مدينة إدلب ورئيسة دائرة شؤون المرأة في الشمال المحرر، حيث تحدثت عن التغير الواضح والفعال في دور المرأة في المناطق المحررة وكان لها مشاركة فعيلة على أرض الواقع في جميع المجالات، فكانت المعلمة وللممرضة والطبيبة والصحفية والمتطوعة في الدفاع المدني، غيرها..
ثم قالت (دهنين): “أنا أكبر مثال على وجود المرأة في الواقع الخدمي من خلال وجودي في المجلس المحلي والمساهمة في أي عمل ينهض بالمرأة نحو الأفضل”
كما تناولت الندوة في قسمها الثاني العملية السياسية من بيان جنيف وآستانة وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالشأن السوري، انتهاءً بالعملية الدستورية ومشاركة المرأة في الشق السياسي بشكل عام.
و تحدثت (سرجاوي) عن أثر النزوح على المرأة منطلقة من تجربتها الشخصية، حيث تهجرت من مدنية (معرة النعمان) بعد التصعيد الأخير حيث قالت لنا: ” النزوح ليس نهاية المطاف ولا مجال الاستسلام، فأنا أتابع عملي وأحث باقي النساء النازحات على البدء من جديد والعمل أينما كنَّ حسب موقعهنَّ ودورهنَّ”.
ثم ختمت بقولها: “مرت المرأة بظروف قاهرة خاصة في الثورة استطاعت أن تتخطى كل الحواجز ومازالت تناضل من أجل حقوقها، ووجودها في كافة المجالات؛ لأنها الأقدر على المفاوضات باسم المرأة وإبداء رأيها، وبذلك تؤسس لها دور أكبر اجتماعيًا واقتصاديًا، وسياسياً، حيث يسهم ذلك في تغيير بنية الثقافة التقليدية الناظمة لأدوار المرأة في المجتمع السوري، ويكسر (التابو) بأنواعه المتعددة، وبالاستناد إلى ذلك، ستتمسك النسوة بهذه الأدوار الجديدة مستقبلًا”