حسام العبيد |
نشر موقع “صاحبة الجلالة” الموالي لنظام اﻷسد ما أسماه، “هكذا رد الشعب السوري على تصريحات بولتون”، وتحدث كاتب المقال، بإسهاب حول صمود الشعب السوري.
وعلى خلفية اﻷزمات المتعاقبة التي يمر بها نظام اﻷسد في مناطق سيطرته، بدا واضحاً تعاطف شريحة من الموالين، وامتعاض أخرى؛ اﻷمر الذي استدعى التركيز اﻹعلامي على الموضوع بشكلٍ يومي ومستمر، على مبدأ العلاج بالحقن وبجرعات من الوطنية التي دأب نظام اﻷسد على بلورتها في إعلامه، وكتبه الدراسية.
وتحت عنوان “محبتنا لوطننا ورئيسنا وجيشنا ليس مرهوناً ببنزين ومازوت وغاز”، ثمة ما يشرح طبيعة اﻷزمة التي تعصف بالنظام، وكأنها متوالية هندسية في المفهوم والمصطلح العلمي.
بالمقابل؛ تبدو تعليقات الكاتب (ماهر عثمان)، ﻻ تخرج عن النفس الذي يلعب على وتر المؤامرة، وتوظيف تلك التصريحات لصالح نظام اﻷسد، عبر استخدامها شماعة تعلق عليها انتكاسات النظام المنتصر على المدنيين، ويشطح الكاتب بعيداً في حديثه عن محاولة اﻷمريكان إضعاف الروح المعنوية لحاضنة اﻷسد، وأنّ واشنطن تلعب على وتر احتياجات المواطن البسيط، وكأننا أمام مشهد استجداء داخلي واستعطاف ﻻستدرار رحمة الموالين الحانقين على الوضع.
وفي كلمات الكاتب الذي نشرت له صاحبة الجلالة مشهد مسرحي يعيد إلى اﻷذهان مسرحية الماغوط (غربة)، التي تتجدد مع كل حدث يعيشه النظام السوري، وتتجسد الشخصيات بواقعية رهيبة بالمفهوم العامي، يقول الكاتب؛ “تصريح مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون الأخير حول الحصار الذي تفرضه إدارته على سورية “العقوبات الاقتصادية على سورية بدأت نتائجها تظهر على الأرض.. والحاضنة الشعبية للنظام بدأت تتقلص” لم يؤت أكله عند الحاضنة الشعبية ولم يلق أذنا صاغية لدى السوريين الذين أكدوا على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل في معرض ردهم عليه أن محبتهم للرئيس بشار الأسد وتأييدهم له ولقيادته وللجيش العربي السوري ليس مرهونا بحصولهم على بنزين ومازوت وغاز”.
في المشهد المسرحي القديم، يقف الفنان نهاد قلعي، ويؤكد للفنان هاني الروماني أنّ المؤامرة انتهت وبقي المختار صامداً، في دلالة أنّ اﻻنتصار للدولة أو القرية هي بقاء الحاكم قائماً على كرسيه أو عرشه.
بدروها “صاحبة الجلالة (الموقع الموالي) استعرضت نماذج ﻵراء قال أنها لشريحة من ممثلي الشعب، لكن الموقع تغافل -دون قصدٍ طبعاً!-أن تلك الشريحة المعلبة تقوم بدور وظيفي، في دولةٍ أقل ما يقال عنها، أنها ﻻ تحترف الديمقراطية وتقدس توظيف المهللين والدبيكة؛ ما يعني استحالة أخذ كلامهم على محمل الجدّ، بل اعتباره تسويقاً لما يحاك في أقبية اﻷمن.
ومن الطبيعي أنّ الشعب السوري صامدٌ في الداخل المحتل من عصابات اﻷسد، وحليفيه الروسي واﻹيراني، ولعل تطورات المشهد عادت لتبدأ في درعا مجدداً وتبعتها باﻷمس قدسيا (الواقعة في الريف الغربي للعاصمة) التي أعلنت عن مقتل المدعو أبو المجد، أحد خلايا الأمن السياسي وعملاء النظام.
إبرة المخدر؛ أعتقد أنها منتهية الصلاحية وبالتالي المفعول، ورحيل بشار اﻷسد، بات مرتبطاً بثلاثة بتحرك الشارع مجدداً، وتفاهمات دولية روسية-أمريكية، يشير إليها بعض السياسيين المقربين من البيت اﻷبيض، لكن التعويل في النهاية على صوت الشارع.