تتزايد حدة التصعيد العسكري في منطقة إدلب يومًا بعد يوم، حيث تعمد قوات الأسد والميلشيات التابعة له إلى قصف المناطق المحررة بشكل متواصل، مخلفة شهداء وجرحى في صفوف المدنيين.
ثمانية أشهر مضت على الهدنة المزعومة التي وقع عليها ضامنا الملف السوري (روسيا، وتركيا) ،لكن عملت ميلشيات الأسد على خرق الهدنة منذ شهرها الأول، لتدخل بعدها روسيا وتزيد من تصعيدها على منطقة إدلب.
يرى متابعون أن استهداف معسكر الجبهة الوطنية في جبل (الدويلة) يعدُّ أولى خطوات روسيا التصعيدية العلنية، حيث قامت روسيا بتوجيه رسائل مخفية إلى تركيا تطالب فيها بإحدى المناطق في إدلب.
وبحسب المتابعين للواقع الميداني في إدلب، فإن روسيا تضع أنظارها على جنوب طريق m4 بهدف الوصول إلى طريق حلب اللاذقية وفتحه.
أيضًا انسحاب النقاط التركية الموجودة في مناطق سيطرة نظام الأسد يشير إلى خلاف واضح بين الطرفين الضامنين، وهو ما يخشاه الأهالي من حدوث صفقة جديدة لمناطق ريف إدلب ومنطقة شرق الفرات.
ومع حلول الشتاء وزيادة معاناة الأهالي في المخيمات يتخوف أهالي الشمال من انطلاق معركة عسكرية جديدة من طرف الروس بهدف قضم مناطق جديدة من إدلب.
وكان الروس وميلشياتهم يشنون حملاتهم العسكرية مع بداية كل شتاء، حيث يعمد الروس إلى التصعيد العسكري أولاً من خلال القصف على المناطق، ثم تهجير أهلها، وبعد ذلك يعمدون إلى شن الهجمات، وقد تكرر هذا السيناريو في أرياف حماة وإدلب وحلب.
وبشكل أوضح يرى ناشطون أن الهدنة الهشة التي امتدت على مدى ثمانية أشهر دون تقدم هي معرضة اليوم في أي لحظة لأن تنتهي بشكل فعلي وجدي، في حين يتخوف الناشطون من موقف تركيا الخجول من الرد على اعتداءات وقف إطلاق النار، ولاسيما أنها سحبت نقاطها.