لم يثق النظام مطلقاً بالمجتمع الحاضن للثورة لسنوات حتى بعد سيطرته على مواقع ومدن هجر منها المقاتلون وذويهم وبقي فيها من وقَّع على المصالحات.
وتعد هذه الفئة “المصالحون ” أكثر الفئات التي يريد النظام التخلص منها وبشدة بسبب ولائها للثورة ووقوفها بوجه النظام حتى ولو بشكل الحاضنة الشعبية للمتظاهرين، لذا عمد لزج كل عناصر المصالحات بشكل تدريجي في معاركة قوية.
وهذا ما تؤكده الأخبار في غوطة دمشق، حيث تلقى أهالي وادي بردى أنباء قتل 20 شخصًا من شبابهم المنخرطين حديثاً في جيش النظام خلال المعارك الأخيرة بريف حماة الشمالي، فما كان منهم إلا أن كفنوهم ودفنوهم في مدنهم.
ولكن شكت بعض العائلات بحسب مواق التواصل من عدم تسلمها لجثامين أبنائها ولا حتى الكشف عن كيفية مقتلهم، مما ساور الأهالي شكوك بأنهم تعرضوا للتصفية من قبل ضباط النظام وهذه ليس المرة الأولى.
ويتعمد النظام زجّ عناصر المصالحات في معارك طاحنة رغم عدم خبرتهم للتخلص منهم، فكل عناصر المصالحات وخاصة المقاتلين السابقين في صفوف المعارضة يعتبرون خطراً مستقبلياً على النظام الذي لم يلتزم ببنود الصلح وبدأ باعتقال بعض المعارضين السابقين والاستحواذ على ممتلكاتهم بالإضافة إلى إجبارهم على القتال في صفه.