نجيب جورج عواد – موسكو لن تنسحب من المشهد السوري بشكل فعلي وكلي، وليقل الإعلام ما يقول. روسيا ترسل رسائل ردع وتصفع بقوة النظام وراعيه الإيراني. روسيا تريد لمفاوضات جنيف أن تنجح وتريد لمرحلة الحكم الانتقالي أن تنجح، وهي اتفقت على هذا مع أمريكا وتركيا والسعودية (وحصلت على تنازل إسرائيلي حياله). إلا أن هذا لم يعجب لا النظام ولا إيران، فالنظام مستقتل للبقاء وإيران تصعد في عملية صراعها مع المعسكر العربي-الإسلامي وتشعر أنها فقدت حضورها في الساحة السورية بسبب الدور الروسي.كل هذا دفع وزير خارجية النظام لرفع سقف كلامه مؤخراً وتعبيره عن رغبة بعرقلة المفاوضات وعدم إنجاحها، وطبعاً كلّه بأمر إيراني.أغضب هذا التمييع السوري روسيا، ولهذا أراد الروسي أن يرسل رسالة تهذيبية قوية للنظام ولمعلمه الإيراني بأنه هو صاحب القرار في سوريا وأن ما وعد به الأمريكي والسعودي والتركي من إنجاح المفاوضات هو التزام يريده أن يتحقق.ليس من مصلحة أحد حالياً خروج الروسي من الساحة السورية كلياً في هذه المرحلة، فهذا سيعرقل مفاوضات التفاوض. ولكن، هناك اتفاق بأن يخرج الروسي من مناطق معينة في سوريا وحلول قوات عربية وإسلامية مكانه، مع تعويم جديد للكتائب الجهادية الإسلامية كي تحل محل الوجود الكردي، مما سيعري كل من داعش والأسد تماماً. ولكن هذه الخطة مبرمجة للحدوث بعد نجاح المفاوضات وبدء مرحلة الحكم الانتقالي وليس قبله ..ما نراه الآن هو رسالة تحذير و”شمطة أذن” وليس تغييرات بنيوية من الجانب الروسي، هي رسالة ضرورية كي تجبر النظام المجرم والمجنون على الانخراط بالمفاوضات وإنجاحها، أما الخاسر الأكبر من هذه الرسالة الذكية جداً فهما إيران والنظام حتماً .