محمد ضياء أرمنازي
قامت صحيفة حبر بإجراء لقاء صحفي مع نائب مدير الصحة الدكتور (مصطفى العيدو) وسؤاله عن حال الواقع الصحي في محافظة إدلب، فأجابنا بقوله: “يعاني الواقع الصحي في مدينة إدلب من أزمة صحية كبيرة، لأنَّ استهداف المشافي والنقاط الطبية من قبل الطائرات الروسية والسورية كان ممنهجاً، وكانت الغاية من هذا القصف شلّ عمل المشافي في منطقة ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، وقد تمَّ استهداف أكثر من سبعة مشافي في محافظة إدلب، وكان الاستهداف الأكبر والمؤثر أكثر على الواقع الصحي هو استهداف مشفى معرة النعمان بتاريخ 2/4/2017 بثلاث غارات جوية أدَّت إلى خروجه عن الخدمة بشكل كامل، وفي اليوم الثاني بتاريخ 3/4/ 2017 وقعت مجزرة الكيماوي في خان شيخون، وكانت هذه أكبر كارثة لنا، لأنَّ جميع مرضى خان شيخون كان يجب نقلهم إلى مشفى المعرة المركزي الذي خرج عن الخدمة قبل ليلة واحدة من مجزرة الكيماوي، ممَّا اضطرنا إلى تحويل جميع المرضى إلى داخل مشافي المدينة والمشافي الحدودية.
انخفض الواقع الصحي بنسبة أكثر من 25 % نتيجة خروج ثمانية مشافي عن الخدمة، ونتيجة خوف الكوادر من استهداف المشافي المتبقية، وقد أغلقت بعض المشافي ووضع فيها كادر إسعافي بسيط.
عملياً خسرنا المشافي التي تمَّ استهدافها والمشافي التي لم يتم استهدافها بشكل مباشر أيضاً لأنَّها خرجت عن الخدمة، ولأنَّها مهددة بالقصف، ولأنَّ جميع مشافينا غير آمنة أمام هذه الصواريخ الجديدة المدمِّرة التي يستخدمها الطيران الروسي.
مشفى المعرة الوطني من أكبر مشافي محافظة إدلب، كان يخدِّم على خمسمئة ألف مواطن تقريباً في المنطقة، ويستقبل ثلاثين ألف مراجع يومياً، ويقوم بأربعمئة عمل جراحي شهرياً قبل قصفه، وتمَّ قصف العديد من المشافي كمشفى خان شيخون ومشفى الجامعة بدير شرقي ومشفى شنان ومشفى عابدين ومشفى كفر زيتا التخصصي ومشفى اللطامنة، وقسم كامل من هذه المشافي خرج عن الخدمة مثل مشفى كفر زيتا وخان شيخون واللطامنة وعابدين، وقسم منها خرج بشكل جزئي عن الخدمة مثل مشفى المعرة الذي تمَّ ترميمه ليعود وينطلق منذ يومين بطاقته الكاملة، ومشفى شنان أيضاً عاد إلى العمل، ومشفى كفر تخاريم النسائي والجراحي والأطفال عادوا إلى العمل بعد الترميم.”
هل أصبح هناك نقص بالكوادر الطبية بعد هذا الاستهداف؟
بالأساس نحن نعاني من النقص في الكوادر الطبية نتيجة استشهاد البعض ونتيجة هجرة البعض الآخر بسبب الخوف من القصف، كان عندنا ثمانية شهداء من الكوادر الطبية بينهم طبيب عظمية جراح..”
هل أصبح عندكم نقص في العدة والأدوات نتيجة هذا القصف؟
“نعم هناك نقص بالعدة والأدوات، لكن يختلف من مشفى إلى آخر بحسب كل إصابة، فمثلاً كان هناك دمار في غرفة العناية في مشفى المعرة المركزي، وأصبح عندهم نقص في بعض الأجهزة، وفي مشفى كفر زيتا دمِّرت معظم الأجهزة الطبية، ودمِّر المخبر في مشفى اللطامنة، وفي مشفى شنان كانت هناك أضرار في بعض الأجهزة الطبية، وأيضاً في مشفى الجامعة في الدير الشرقي، وعندنا نقص في بعض الاحتياجات الطبية كمركز القسطرة الطبية ومر كز الأورام”
هل هناك مشاريع لتأهيل المشافي التي قصفت؟
بالنسبة إلى المشافي التي تمَّ استهدافها بريف إدلب معظمها يعاد ترميمه مثل مشفى المعرة المركزي، لأنَّنا لا نستطيع الاستغناء عنه، لأنَّ مساحته كبيرة جداً، وإذا أردنا بناء مشفى مثله فإنَّنا سوف نحتاج إلى آلاف الدولارات، ومشفى اللطامنة أيضاً يعاد ترميمه، ومعظم المشافي التي دمِّرت بالكامل هي في ريف حماة، كمشفى كفر زيتا ومشفى زين العابدين وخان شيخون، ويجب نقلها إلى مكان آخر، لا يوجد عندنا نقص في المشافي في محافظة إدلب، لأنَّه ثمَّة عندنا 45 مشفى، لكن يصبح عندنا نقص في حالات الهجمات، لأنَّه لا يوجد مشافٍ آمنة أو خطة طوارئ في حال تمَّ استهداف المشافي.
نحن كمديرية الصحة نتواصل مع كافة المنظمات المحلية والحكومية والدولية بهدف عمل مشافٍ آمنة، فبعد هذا الاستهداف للمشافي أصبح عندنا إصرار أكبر على عمل مشافٍ آمنة نسبياً وجعلها تحت الأرض، لكن لا يوجد أي مساعدة للعمل بهذا المشروع المهم.”