تقرير: روان أقرعتعدُّ المناطق المحررة في مدينة حلب مناطق (شعبية بامتياز) حيث بلغت عدد العوائل في حي الفردوس 47000 عائلة قبل موجة البراميل التي اجتاحت المناطق المحررة بداية عام 2014 م والتي تسببت بموجة نزوح كبيرة للسكان، والتي لازالت تهوي فوق رؤوس الناس والأبنية حتى يومنا، وعلى الرغم من ذلك فإنَّ آلاف العوائل في مناطق حلب المحررة مازالت صامدة، حيث تحدَّث آخر إحصائية بأنَّ عدد العوائل في المناطق المحررة 35 ألف عائلة في كافة الأحياء، ودخول الشهر الفضيل ضيفاً عزيزا على أهالي حلب أثقل كاهلهم وحمَّل الجمعيات الخيرية مسؤولية العوائل بتأمين وجبات الإفطار لهم، وجمعية السلام الخيرية كانت من إحدى الجمعيات التي أخذت على عاتقها تأمين وجبات الإفطار للأهالي، والتي بدأت بتوزيع وجبات جاهزة على العوائل المتضررة والأيتام بواقع 75 وجبة يومياً ولتسليط الضوء أكثر على عمل الجمعية قامت جريدة حبر بزيارة الجمعية والتقت الأستاذ (عمار نجار) مدير جمعية السلام الخيرية الذي شرح لنا عن آلية العمل، فكانت الأسئلة الآتية:ما أسباب قلة عدد الوجبات في هذه السنة في شهر رمضان؟سببها قلة عدد الداعمين، وتم التضيق على الجمعيات من جميع النواحي، كما أنَّ الداعمين شعروا بالملل من تقديم المساعدات، لأنَّهم وجدوا أنَّ الطريق طويلاً.ما الصعوبات التي واجهتكم خلال توزيع الحصص على العوائل؟لقد واجهنا صعوبات كثيرة ومن بينها قلة عدد الوجبات وكثرة عدد المحتاجين، كما أنَّ الدعم الفردي لم يكن كافيا لتغطية شهر رمضان بأكمله، وكنَّا حينما نخرج لتوزيع الوجبات نقوم بتوزيعها على المناطق القريبة، وكنَّا نأمل بأن تصل مساعداتنا الخيرية إلى مناطق بعيدة، لكن عدم توفر المواصلات في ظلِّ هذه الظروف الصعبة منع جمعيتنا وللأسف من الوصول إليها.ما الأحياء التي استهدفها مشروع إفطار هذا الشهر؟لقد استهدف مشروعنا مناطق عدة بفضل الله، ومن بين تلك المناطق: سيف الدولة والمشهد وجبل بدرو وأرض الحمرا، كما أنَّنا قمنا بتوزيع على منطقة الشعار وقطاع الانصاري وقرية الأنصاري، ونحاول أن نمدَّ يدنا لمساعدة أكبر عدد من المناطق المحررة.لماذا نرى ونسمع أنَّ هناك وجبات فاسدة وزعت على العوائل بحلب؟لم تخرج من جمعيتنا أي وجبات فاسدة كوننا نعلم ماهية المواد الغذائية التي ستوزع للعوائل سواء كانت جاهزة أم وجبات مطبوخة لدينا، ونحن لم نقم بتقديم الطعام المطبوخ القابل للفساد بسرعة، فنحن ركزنا على تقديم الوجبات الصحية كالأرز ومشابه ذاك، ومن وجهة نظري حول فساد الوجبات مما نسمع به هو تغليف الطعام بمواد كالفلين أو البلاستيك ساخنا، فيبقى مغلفا لمدة طويلة، وأثناء التوزيع على المناطق يقوموا بوضع الوجبات فوق بعضها البعض، فهذه أهم الأسباب التي تؤدي إلى فساد الوجبات.ما أهمية التكافل الاجتماعي الذي ترسمه وجبة الافطار؟من الناحية الاجتماعية تتكافل الجهود بين الشرائح المختلف، لتأمين قوت يوم للعوائل المحتاجة ورسم البسمة على وجوههم، أما بالنسبة إلى العوائل فَّإنها تشعرهم بالسعادة لأنَّ هناك أناس يفكرون بها ويدركون مدى حاجتهم لمتطلبات الحياة خاصة في هذا الشهر الفضيل.يقول المثل الشعبي: إرضاء الناس غاية لا تدرك، فعمل الجمعيات الخيرية كافة بحلب يُوصف على أنَّه عمل جبار في ظلِّ الظروف التي تمرُّ بها حلب، لكن هذه الجهود تبقى مرتبطة بشهر رمضان المبارك، ففيه ينشط عمل الجمعيات ويكتفي الناس، لكن السؤال الذي يفرض نفسه كيف سيكتفي الناس بعد رمضان؟ وهل سيستمر عمل الجمعيات الخيرية كما في شهر رمضان؟