تحقيق : بيبرسالرشوة هي من إحدى علامات فساد المجتمعات وأحد أهم أسباب انهيارها , وقد نشر نظام الأسد ” المفسد ” الرشوة في كل الدوائر الحكومية دون استثناء وغذّاها , وما قامت الثورة السورية بدايةً إلى للقضاء على مظاهر الفساد التي انتشرت في مجتمعه .بعد سيطرة الثوار على أجزاء كبيرة في مدينة حلب وإمساكهم بزمام الامور الإدارية لوحظ تراجع كبير للرشوة في هذه المناطق دون اجتثاثها بشكل كامل . فلا يزال يلاحظ وجود هذه الظاهرة في المناطق المحررة , مما دفعنا في صحيفة حبر لمتابعة وجود هذه الظاهرة القديمة مستطلعين آراء الناس وسألنا عشرين شخصاً سؤالين :هل تعتقد بوجود رشاوي في المؤسسات الثورية تسعة قالو لا توجد وستة قالوا يوجد وخمسة قالو لا نعلمهل تعتقد أو تعلم بوجود رشاوي على بعض الحواجز الثورية على الطرقات ثلاثة عشرة قالو نعم توجد رشاوي وسبعة قالوا لا توجد .توجهنا إلى الهيئة الشرعية واجرينا عدة لقاءات والتقينا مع مسؤول الرقابة والتفتيش الاستاذ المحامي محمد قباقبجي وسألناه عن رأيه بنتيجة الاستطلاع الذي أجريناهفأجاب بأن هذا شيء واقع وللأسف هناك سارقين ومبتزين وعملنا مازال ثورةمن يوقف بعض الحواجز المسيئة للثورة عن الاستهتار وأخذ الرشاوي ؟الجهات القضائية والهيئة الشرعية عن طريق مكتب الرقابة والتفتيش ولو ساعدتنا القوة الثورية على الارض لتم ضبط هذا الامر بشكل أدقمتى انشئ مكتب الرقابة والتفتيش وما هي آلية عمله ؟منذ شهرين تقريبا ولكن كان هناك صلاحيات معطاة للمكتب القضائي ورئيس الهيئة الشرعيةاما الآن فقد تخصص هذا المكتب للرقابة والتفتيش .والية العمل فيه دورية بالتفتيش التلقائي الروتيني وبموجب شكوى مقدمة ضد احد الموظفين .هل عقوبة الراشي او المرتشي رادعة ؟بصفة عامة طبعاً , العقوبات تعزيرية ولا يوجد محاباة وهناك شفافية ونزاهة لكن يجب ان تكون العقوبة رادعة .الرشاوي موجودة في المؤسسات الثورية لكنها نادرة ويحاسب أي شخص اذا تبين لنا تورطه في الرشوة كما بيّن لنا المسؤول عن الأمور القضائية الشيخ أسامة مضيفا أن العقوبة تعزيرية يحددها القاضيوعلى سؤالنا الاخير عن وجود تعميم او بيان يوجه الموظفين في حال تعرضهم للرشوة اجابنكل الناس إلى دينهم فالحرام بين والحلال بين .رئيس الهيئة الشرعية أبو الحسن أكّد وجود رشاوي في المؤسسات الثورية لكنها قليلة جداً كما قال لنا وأضاف نعمل على تخفيف هذا الأمر لنجعل التوبة والدين والأخلاق سلوك جديد يطغى على السلوك السائد الذي أكتسبه الناس من حكم النظام الفاسد ونعمل حاليا على اختيار الكفاءات ذات العلم والدين والأخلاق في مؤسساتنا .و يحاسب المرتشي مع الفارق بين مؤسسة وأخرى ونعمل على ألغاء هذه الظاهرة الخطرةوالرشاوي على بعض الحواجز الثوري موجودة في بعض الأحيان نعم لأنه تصرف فردي وغير مسؤول عنه الحاجز نفسه بصفة خاصة أو المؤسسة التابعة له بصفة عامةقال تعالى : (( ولا تأكلوا أموالكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا ً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون )) البقرة 188 :إن من أسباب انتشار الرشوة ضعف الإيمان وانعدام الوازع الديني وقلة التقوى ومن أسباب انتشارها عدم إنزال العقوبات الرادعة على الراشي والمرتشي والرائش الذي يسعى بينهما ومن أمن العقوبة أساء الأدب فالسكوت على أمثال هؤلاء والتستر على مثل هذه الأمور من باب التعاون على الإثم والعدوان وبدفع الراشي للرشوة فهو يختصر الجهد والوقت بما أوتي من سعة الجيب وخراب الضمير وبما ركب فيه من حب الذات .إن من أسباب انتشار الرشوة أيضاً الاستعجال بإنهاء المعاملات وقضاء الحاجات والعجلة في الأمور الدنيوية ويجب على المؤسسات الإسلامية الجديدة تصحيح ميكانيكية العمل الفعال وباستخدام الاتمتة والمعالجات الحديثة لتوفير الجهد والوقت والأخذ بالاعتبار أن الناس وقتهم ثمين ولا يريدون الانتظار لوقت طويل حتى لا يلجئ المراجعون إلى الطريق الأخر البديل الملتوي ونعود إلى الرشاوي من جديد لا سمح الله .