تقرير: بيبرس أرمنازيلم ينتمِ قاطنو أدغال تل أبيض إلى أية حضارة ولم تعرفهم الإنسانية، فهم يعيشون في العراء ويأكلون أوراق الأشجار ولا يوجد عندهم أحرف لينقشوا لنا صور مأساتهم الجديدة، لم تتكلم وسائل الإعلام المنحازة على مأساة أهالي تل أبيض (العرب والتركمان المسلمين)، ولم يتكلم أحد على قلعهم من ديارهم التي زَرعوا فيها قبل تسلل الأكراد إلى سوريا بمئات السنين، فلم نسمع من المسؤولين –كالعادة- غيرَ قولهم : نشجب أو ندين أو نستنكر غزو وحدات الحماية الكردية للأراضي العربية، ليتم ذلك بتواطؤ من الحلف الغربي بطائراته الذكية التي تختار أهدافها السنيّة بدقة فائقة، ولم يقف العالم المنحاز لنجدت الشعب العربي المسلم، كما وقف مع الأقليات الذهبية كالأزيديين والأكراد.تحدَّث التقرير الذي أعدَّته “لجنة تقصي الحقائق ” التي شكَّلها (الائتلاف الوطني السوري) عن وقوع تجاوزات كثيرة ارتكبتها قوات حماية الشعب الكردي “الانفصالية” ضد السكان العرب المدنيين في تل أبيض، وأشار التقرير إلى أنَّ القوات الكردية قتلت بالتمييز العرقي، واستولت على آليات للسكان العرب، وسرقت مواشيهم ومحاصيلهم الزراعية وأتلفت بعضها، ونهبت البيوت وجرفت بعضها، ونشرت العبارات العنصرية المخيفة على “جذوع الأشجار والصخور ” وكثرت الانتهاكات المروعة، وبدأت عمليات التهجير القسري للسكان في عدة قرى عربية وتركمانية، وهي قرى: (العيساوية وعبدي كوي والثورة وباب الهوى والضبعة والمنكلّي ومدملج وقره شرف وزحلة) وهذه القرى كانت فارغة من الرجال تماماً ولم يكن فيها إلا النساء والأطفال الذين جرى تهجيرهم بقوة السلاح، ويقول سكان تلك المناطق: إنَّ القوات الكردية تفرغ المنطقة من سكانها الأصليين لإقامة (دولة كردية) على أراضي عربية، وقد طلبت لجنة تقصي الحقائق التابعة للائتلاف من القوات الكردية الدخول إلى تلك المناطق للتحدث مع الشهود للوقوف على حجم الانتهاكات، لكن كان الجواب الرفض من قبل تلك القوات، ومنعوا أيضاً دخول المساعدات الإنسانية والطبية، وقد هُجر آلاف العرب من تلك المناطق، لتغيير التركيبة الديموغرافي وضمها إلى المناطق “الكردية الانفصالية.وللإشارة فإنَّ مدينة تل أبيض تشبه إلى حدٍّ كبير الجولان المحتل الغني بالينابيع والتربة الخصبة والمكان الجغرافي الاستراتيجي، فهل ستضيع منَّا مدينة تل أبيض ونقف متفرجين لما يروج له الأعداء وينفذه أصحاب الأجندات الخارجية؟ ألا يجب علينا نحن السوريين الحفاظ على وحدة أرضنا وشعبنا والعمل على التصدي لجميع المخططات التقسيمية الجديد المدعومة من قوى معادية لوحدة الأرض السورية؟! مدينة تل أبيضمدينة تل أبيض هي مركز منطقة تتبع محافظة الرقة، بلغ عدد سكانها 14،825 نسمة عام 2014 يشكل العرب والتركمان 98% من سكان تل أبيض.تقع في أرض سهلة خصبة غنية بالينابيع التي تغذي نهر البليخ، ومن الينابيع عين العروس ونبع عين الحصان ونبع صلولع، تبعد عن مدينة الرقة 100 كم باتجاه الشمال سميت بذلك نسبة لتل أثري، جذبت تربتها الخصبة ومياهها الوفيرة وموقعها على طريق القوافل التجارية السكان منذ القديم، وقد أنشئ فيها الخط الحديدي لقطار الشرق السريع الذي شطرها إلى قسمين شمالي وقد أصبح داخل الأراضي التركية وجنوبي داخل الأراضي السورية وهو الذي يشكل نواة مدينة تل أبيض الحالية، وقد بلغ عدد سكان تل أبيض بشكل تقريبي للمدينة وضواحيها والقرى التابعة لها 300،000 حسب (المكتب المركزي للإحصاء).يمارس سكان تل أبيض الأنشطة التجارية والزراعية وبعض الأنشطة الصناعية وفئة من السكان الزراعة المروية بطريقة البستنة التي تسقى من عين الحصان وصلولع، وأهم محاصيلها القمح والشعير والذرة والقطن والمشمش والرمان والجوز. للاطلاع على تقرير الائتلاف من الرابط التالي:تهجير قسري للعرب والتركمان في تل أبيض من قبل (وحدات حماية الشعب)