خرج علينا المجرم سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي ليقول أمام العالم المتحضر: “سوف نعيد تجربة تدمير مدينة حلب في الغوطة الشرقية!”
في ظل صمت دولي واضح، فالأمم المتحدة للطفولة أصدرت بياناً فارغ الكلمات، قالت فيه: “لم يعد هناك كلمات تصف الأطفال القتلى، ولا أمهاتهم ولا آباءهم، ولا أحباءهم.”
يأتي تصعيد النظام لهجمته المسعورة على الغوطة الشرقية تزامناً مع وصول أرتال عسكرية كبيرة من مختلفة القطاعات للبدء بعمل عسكري في الغوطة الشرقية، ويترافق هذا التصعيد مع قصف عنيف ومكثف من الطائرات الحربية والمدافع والراجمات والصواريخ على عين ترما وحي جوبر وزملكا والنشابية وحمورية وعربين وسقبا وأوتايا والشيفونية وجسرين وكفر بطنا وبيت سوى وحرستا، في جميع مناطق الغوطة التي يقطنها 400 ألف نسمة، وتسبب هذا القصف بدمار الكثير من الأحياء السكنية، وأدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، ووصل عدد الشهداء إلى أكثر من300 شهيد وأكثر من 1600 جريح منذ يوم الأحد 18 /2/ حتى صباح يوم الأربعاء 21/2/ 2018 .
وقوفاً وتضامناً مع الغوطة الشرقية المحاصرة خرجت مظاهرة يوم الثلاثاء في مدينة إدلب تندد بالمجازر التي يرتكبها الروس والنظام بحق العائلات المحاصرة هناك، وبسكوت المجتمع الدولي على عدم التحرك لإيقاف إجرام النظام والروس، ودعت فيها الفصائل المسلحة إلى التوحد وفتح الجبهات لتخفيف الضغط عن الغوطة، حيث هتف المتظاهرون ضد القادة المتخاذلين والفصائل التي لم تفتح جبهاتها مع النظام.
وقد أجرت صحيفة حبر الأسبوعية عدة لقاءات مع عدد من المشاركين في المظاهرة:
(مصفى حسيسة) عضو مجلس إدارة البيت الإدلبي: “الغاية من هذه المظاهرة وقوف أهالي مدينة إدلب والمهجرين فيها مع أهالي الغوطة المحاصرين الذين يتعرضون لحرب إبادة بصمت دولي واضح، ونحن نطالب الفصائل المتخاذلة بالتوقف عن الاقتتال فيما بينها والتوحد ونبذ الفرقة”.
(محمد كوريني) من بلدية إدلب: “للأسف المجتمع الدولي الذي يدعي حرصه على حقوق الإنسان يتواطأ اليوم مع الروس والنظام ويسكت عن الجرائم التي ترتكب بشكل يومي في الغوطة الشرقية”.
(عامر كشكش) من أهالي مدينة إدلب: “قدمت الغوطة الشرقية الكثير من الشهداء والتضحيات في سبيل إنجاح الثورة، واليوم جاء دورنا لنقف معهم ونضغط على القادة والعسكريين لفتح الجبهات للتخيفيف عنهم، لأنه واجبنا تجاههم”.
(عبيدة عنصر) من أحد الفصائل المسلحة: “الغاية من هذه المظاهرة هو التنديد بالقصف على الغوطة، وفي الوقت نفسه إسقاط جميع القادة المتخاذلين الذين يخزنون السلاح ولا يفتحون الجبهات في بهذا الوقت بالذات، وأنا أطلب كل عنصر مسلح شريف أن يترك فصيله وقائده المتخاذل ويلتحق بأي فصيل لفتح معارك ضد قوات النظام نصرةً للغوطة”.
(عبد الرؤوف رحمة) إمام وخطيب مسجد: “جئنا إلى هذه المظاهرة لنوصل صوتنا للعالم والقادة المتخاذلين أن يفتحوا الجبهات كافة، لأن هذا العدو لا يفهم سوى لغة القوة، فإخوتنا في ريف دمشق يصارعون الموت وحدهم والدور سوف يأتي علينا بعدهم”.
الأمم المتحدة والدول الغربية التي تدَّعي الحرص على حياة الإنسان لم تلتفت إلى حالهم منذ أربع سنوات وأربعة أشهر، فهل سيصحى ضميرها اليوم؟! أم ستفضل موت المحاصرين وتركهم لكي يوأدوا تحت ركام بيوتهم تجنباً للعار الذي سيلحق بهم.