مشفى المحافظة في مدينة إدلب أكبر مشفى في المحافظة، يقدم خدمات لثلاثة ملايين نسمة من داخل مدينة إدلب وريفها وباقي المناطق المحررة.
تم استهدافه أول مرة بشكل مباشر بتاريخ 3/4/2018 من الجهة الشرقية وكانت الأضرار كبيرة جداً في قسم العيادات وقسم الأطفال، وبتاريخ 12/5/2018 تم استهداف المحكمة الشرعية القريبة منه بسيارة مفخخة ما أدى إلى تضرر في بعض أقسامه من جديد، لكن هل عاد هذا المشفى المهم إلى العمل من جديد بعد هذين التفجيرين؟
صالح ممرض ضماد في مشفى المحافظة: “هناك نقص في عدد الحالات التي كانت تأتي إلى هذا المشفى بشكل يومي بسبب الخوف من التفجيرات في إدلب بشكل عام وحساسية موقعه بشكل خاص لأن هذه المنطقة استهدفت عدة مرات”.
يضيف أحمد من إدلب: “أتيت إلى المشفى بعد التفجير بأسبوع تقريباً لكي أغير الضماد في قدمي المكسورة، الحمد لله لم أكن هنا وقت التفجير هناك مشافٍ أخرى أستطيع أن أغير الضماد فيها كمشفى العيادات ومشفى الزراعة، لكن الأطباء الذين يتابعون حالتي هنا في هذا المشفى”.
وقد التقينا مع الدكتور حسين ياسين رئيس مشفى إدلب المركزي وقال:
“لم تكن هناك إصابات خطرة بين الكوادر أو المرضى خلال التفجيرين ما عدا حالة واحدة هي إصابة طفل في العنق وتمت معالجته فوراً، وباقي الإصابات عبارة عن جروح ولم يكن هناك أي وفيات، وبعد أربعة أيام من التفجير تم إعادة تفعيل قسم الأطفال بشكل مؤقت بسبب الحاجة الملحة له، وتم تفعيل قسم العيادات الخارجية بشكل كامل بعد ثمانية أيام، أما قسم الإسعاف وقسم العمليات والعناية فقد تأخر ثلاثة أسابيع حتى استطعنا الإقلاع بالعمل من جديد.
تأثرت باقي المشافي في إدلب وأصبح فيها ازدحام بسبب توقف عمل مشفى المحافظة مما اضطر الأطباء لتحويل عدد من الحالات إلى المشافي التركية.
اليوم عادت العيادات الخارجية إلى الدوام الإداري بشكل يومي وعيادات الأطفال، أما في القسم الجراحي والإسعافي والداخلية فالدوام على مدار 24 ساعة.
نشكر منظمة (سامز) على دعمها المستمر لتطوير العمل في المشفى، ونرجو من الهيئات الأمنية الموجودة في مركز المدينة تعزيز وجودها الأمني حول المشافي والنقاط الحيوية بسبب كثرة التفجيرات والأوضاع الأمنية الصعبة”.
وقد قمنا بزيارة قسم الأطفال الجديد في المشفى والتقينا مع الدكتور (مأمون سحاري) أخصائي أطفال: “تم إحداث قسم الأطفال الخاص للحاجة الملحة له لأنه لا يوجد سوى مشفيين مختصين بالأطفال في تفتناز وبيلون، وفيه إسعاف وعيادة وقسم لحديثي الولادة، ويومياً يأتي إلى القسم 80 مريضًا تقريباً في قسم الإسعاف، وفي جناح الأطفال يوجد عندنا 35 مريضًا. هناك انتشار في مرض الحصبة بشكل كبير جداً وقد يكون سببه قلة إعطاء اللقاحات للأطفال بسب النزوح والهجرة، وهذا سبّب عدوى بين الأطفال بالإضافة إلى وجود حالات التهاب كبد A (أبو صفار)”.
الدكتور (يحيى اليماني) أخصائي تشخيص مخبري في قسم المخبر للتحاليل الطبية في العيادات يقول: “تأثر المخبر بالتفجير الأخير وتكسرت بعض الأدوات البسيطة والمجهر الضوئي وتكسرت الأبواب والرفوف أيضاً لكن عادت الأمور إلى طبيعتها في المخبر بعد بضعة أيام وعاد المخبر إلى استقبال طالبي التحاليل، لكن الحركة بقيت ضعيفة بسبب الصيام.
نأمل الاهتمام بقسم المخبر والموظفين القائمين عليه لأن المخبر يمثل 70% من التشخيص وبالتالي أهميته كبيرة في تشخيص المرض وهو حجر الأساس في البناء، وخاصة التشخيص المبكر عن الأمراض الخبيثة.”
للمشافي أهمية كبيرة في الحفاظ على أرواح الناس وعلاجهم من الأمراض المختلفة، وهذا يتطلب منا الحفاظ عليها وحمايتها من العابثين ويجب أن يكون هناك إجراءات وقائية أمنية للحد من أي استهداف مستقبلي لا سمح الله.