لم تتوقف جرائم السرقة والسطو المسلح والقتل بعض الأحيان في مدينة إدلب، بل أصبحت مسلسلاً يومياً من مسلسلات الرعب الطويلة التي تعرض على جدرانها وأرصفتها.
لكن لماذا تكثر الجرائم رغم وجود الحواجز على مداخل المدن ومخارجها، ووجود الشرطة و(شرطة المرور)، وما هو السبب الرئيس لكثرة هذه الجرائم؟
هل هو الفقر، أم الحرب الطويلة وانتشار السلاح العشوائي بين المدنيين؟
يقول أبو مجد: “لم يعد هناك أمان في إدلب، فالقاتل أو اللص يستطيع الهرب بسهولة من الحواجز التي لا تدقق بشكل جيد على المطلوبين، فيدفع قليلاً ممَّا سرق للمهربين إلى تركيا فيصبح خارج البلاد”
أبو محمد صاحب دكان تجاري يقول: “بشكل مستمر نسمع بسرقة دراجة نارية أو سيارة أو سطو مسلح أو سرقة حقيبة، أين الشرطة من هؤلاء اللصوص؟! منذ فترة ليست ببعيدة حدثت جريمة قتل عائلة الصايغ من آل قوصرة، واليوم جريمة السطو على الصراف (عيد عيان) إلى متى هذا الفلتان الأمني؟!”
زارت صحيفة حبر الأسبوعية مخفر شرطة إدلب، والتقت مع رئيس القسم أبو محمد السوري الذي أفادنا حول الموضوع بقوله: “تم تكليف القسم بتاريخ 1/11/ 2017م فقمنا حال استلامنا القسم بإجراءات مهمة بالنسبة إلى عملنا في المخفر، منها نشر دوريات ليلية، وإجراءات وقائية كتسيير دوريتين بشكل يومي في سوق الصاغة.
قسم الشرطة الجديد يعتمد على الخبرات السابقة من العناصر المنشقين عن الشرطة، وأصبحت نسبة الخبرات في القسم 75%، ولدينا 350 عنصر بما فيهم الحواجز وشرطة المرور والدوريات.
نستقبل الشكاوى على الأرقام التالية على مدار 24 ساعة (25666) (250000)
ما هي إنجازات هذا المخفر منذ استلامه حتى الآن؟
“وصل عدد الشكاوى المسجلة عندنا ضمن ضبوط إلى 270 شكوى، وهي عبارة عن مشاجرات وإطلاق رصاص في الهواء.
وقد ألقينا القبض على ثلاث عصابات لسرقة الدراجات النارية، وكان من بين أفراد أحد العصابات امرأة، وكانت إحدى العصابات تأخذ الدرجات النارية وتفككها أو تغير مواصفاتها.
وتم إلقاء القبض على جميع أفراد العصابة التي قتلت وسرقت عائلة الصايغ من آل قوصرة وتم تسليمهم للقضاء.
وأيضاً تم إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص يتاجرون ويتعاطون الحشيش والمخدرات.
وتم القبض على سارقة مصاغ وهي عراقية الجنسية.”
كيف تتعاملون مع مشكلة وجود الملثمين في الشوارع؟
“اللثام ممنوع في الشارع للراجلين والراكبين لا سيما الذين يركبون الدراجات النارية، ويوجد تعميم لجميع الدوريات بإيقاف أي شخص ملثم والتأكد من هويته ومعرفة مكان سكنه، وإذا كان من خارج المدينة فإنه يوقف 24 ساعة على ذمة التحقيق.”
كيف تتعاملون مع الدراجات النارية غير المرقمة، والسيارات التي يلصق أصحابها على زجاجها لاصقا أسود لمنع رؤية داخلها؟
“يتم التنسيق حاليا مع مديرية النقل في إدلب لأجل ذلك، وسيصدر قرار بمنع سيرهم دون نمر خلال 72 ساعة.
تم ترسيم عدد من السيارات، وهناك خطة من أجل ضبط ظاهرة الدراجات غير المرقمة من خلال شرطة المرور والحواجز المنتشرة على حواجز إدلب.
أما بالنسبة إلى السيارات التي تضع لاصقا أسود اللون على البلور فتم إصدار أمر من رئيس القسم بمنع مرور أي سيارة تضع ذلك على جميع الحواجز، أما بالنسبة إلى السيارات التابعة لفصائل عسكرية، فسوف نجلس مع القضاء العسكري ونضع حلا لهذه المشكلة.”
هل يشتبك عناصر المخفر مع المجرمين المسلحين في الشارع؟
“نحن كشرطة نبتعد عن الاشتباك مع المجرمين؛ لأنه لا يحق للشرطة أن تقتل أي مجرم، أما بالنسبة إلى حادثة قتل سارق الدراجة النارية، فقد وردنا أن هناك جثة في مشفى الهلال الأحمر، فقمنا بتجهيز دورية من الأمن الجنائي وتوجهنا إلى المشفى، وتبين أن الشخص وصل إلى المشفى وهو مفارق للحياة، علمنا أنه قُتل من قِبل أشخاص معروفين من قبل القضاء العسكري”.
الأمن يبدأ عندما نشاهد جميع السيارات عليها لوحات، والدراجات النارية أيضا، ً وعندما لا نشاهد أي ملثم داخل المدينة، وعندما نرى على الحواجز أشخاص أكفاء يعملون بشكل علمي وعملي لملاحقة المطلوبين بالاعتماد على وسائل التواصل الحديثة.