تتزايد الدراسات عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على شتى مجالات الحياة من اجتماعية واقتصادية وسياسية وغيرها، ويحتل تويتر مكان الصدارة في المجتمعات الغربية، فهو المنصة التي يبدي فيها السياسيون آراءهم، ومن خلال “الترند” الأكثر ارتفاعا يمكن معرفة مزاج المجتمع في فترة معينة.
أُنشئت شركات لرفع الترند على تويتر وزيادة عدد المتابعين وزيادة الانطباعات، وهي تخوض معارك حقيقية على تويتر لفرض رؤية معينة.
ونقرأ في هذا المقال أحد أوجه استخدام تويتر في الأسواق الغربية، فمن خلال أبحاث توصل إليها باحثان بريطانيان، يمكن للمستثمرين تحقيق استثمار أفضل عند تحليل تغريدات تويتر وفق خوارزمية معينة.
وسائل التواصل الاجتماعي باتت موجودة في كل مكان في الحياة الحديثة، فقد باتت القرية العالمية حقيقة، فطوال الوقت يمكننا النشر والتعليق على كل شيء من الباندا وحتى آخر التطورات في سورية.
وعلى نحو متزايد باتت الظواهر الحديثة أكثر من انعكاس للحياة الحقيقية، من ضوضاء ومشاعر.
وعندما يتعلق الأمر بأصول الشيء، بغض النظر عمَّا هي عليه في الحقيقة أو كيفية التعامل به، فالقيمة الآن هي شخص مستعد لدفع ثمنها في نقطة معينة في الوقت المناسب.
وفي حين يقول لنا الخبراء دوما: ادرسوا نقاط القوة ونقاط الضعف لمشروع ما قبل أن تستثمروا فيه، فالحقيقة الآن هي ادرسوا الضجيج الذي يمكن لهذا المشروع أن يُحدِثَه.
أجرِ محادثة حول شيء ما يمكنك التأثير على سعره، وعلى سبيل المثال العملة الجديدة بيتكوين، لكن أين تحدث هذه المحادثات الآن؟ هل تحدث على تويتر؟
الانضمام إلى المحادثة
اتبعْ هذا المنطق لتتمكن من الانطلاق لترى لماذا توصلت مجموعة من الأكاديميين في روتردام إلى أن تغريدات تويتر يمكن استخدامها للتنبؤ بأسواق البورصة، ويمكنها كما يقولون مساعدة التجار والمستثمرين المحترفين على نطاق واسع على اتخاذ قرارات أفضل.
قام البروفيسور في الأعمال التجارية الرقمية مع الدكتورة جان فان فيلد بعمل تحليل لنحو مليون تغريدة ذُكِر فيها قائمة الأسهم على شركة إٍس وبي للخدمات المالية، وطور الباحثان بعدها خوارزمية تبحث في ميول التغريدات التي تحوي كلمات مثل: شراء بيع، قبل مقارنتهم بتقلبات الأسواق على مدى الأيام التالية.
ووجدا أن الأسهم التي تم نشر تغريدات عنها بتفاؤل مثل كلمة “شراء”؛ حققت عوائد غير طبيعية.
كما أظهرت النتائج العلاقة بين اللغة المتفائلة وبين ارتفاع أداء الأسهم، الذي كان أقوى حتى من تأثير مستخدمي تويتر ذوي النفوذ ممن غردوا بشكل متكرر وذكروا أسهما معينة في تغريداتهم. كما أظهرت النتائج أن عدد التغريدات الخاصة بأسهم معينة يمكن أن يعطي فكرة عن حجم التداول وتقلبات الأسواق وعائد المتابعة على السهم.
وفي غالبية الأحيان لا يتوافق مستخدمو تويتر حول الأسهم المالية وصعود الأسهم وحجم التداول.
ولاختبار ما إذا كانت هذه النتائج يمكن أن تشكل أساسا لاستراتيجية تداول مريحة، شغّل الباحثان نظام محاكاة مستخدمين معلومات الدراسة، ووجدوا أنه حتى بأخذ تكاليف المعاملات المالية بعين الاعتبار فقد فازت عوائد محاكاة السوق.
وتقول الباحثة لي: “تظهر هذه الدراسة القيمة الكامنة للمعلومات على تويتر في اتخاذ قرارات التداول المستنيرة، ففي نطام المحاكاة توصلنا إلى أنه إذا استثمرت المال في نظام إس آند بي (شركة خدمات مالية) واستخدمت المعلومات المستقاة من تويتر باستخدام الخوارزمية التي توصلنا إليها، يمكنك أن ترفع أسعار أسهمك في السوق.
هل يجب الاستثمار في شركة واحدة أم عدد من الشركات؟ وهل يجب أن تبيع نهاية كل يوم؟ هذه الخوارزمية يمكن أن تساعد المستثمرين في كل هذا، ويمكن أن تستخدمها المؤسسات والتجار ومن المنزل، ممَّا يثبت أن تويتر ليس مجرد ضجيج وإنما معلومات مفيدة يمكن أن تساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات أفضل.
الكاتب: كاتي هوجوز المحرر الاقتصادي
صحيفة: الإندبندنت البريطانية
http://www.independent.co.uk/money/spend-save/twitter-bitcoin-share-tips-investment-social-media-posts-predict-forecast-a8176171.html