في كثير من الأحيان نذهب لاختيار ما سوف نقوم بلبسه هذا اليوم، نبحث في خزانة ثيابنا عمَّا هو مناسب، نمسك بإحدى القطع القديمة ونفكر لوهلة هل هي مناسبة أم لا؟ ثمَّ نعيدها إلى حيث كانت، إمَّا لأنَّها باتت ضيقة بعض الشيء، أو لأنَّها لم تعد براقة كالسابق، أو لأننا سئمنا منها، أو لغيرها من الأسباب التي لا تنتهي.
الخلاصة: إننا نتركها في حوزتنا خوفا من أن نكون مسرفين أو مبذرين، وينطبق علينا أن ألقينا بها في القمامة قوله تعالى: (وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) [الإسراء: 26-27]، ولذلك نتركها هناك لأشهر ولربما سنوات.
أنا لا أتحدث عن الثياب فقط، في منزلنا الكثير الكثير من الأشياء التي تحمل فيها القصة نفسها من أثاث و ألعاب إلى أدوات مطبخ وغير ذلك.
لمَ قد نحتفظ بشيء لا نرتاح له ولا نحتاجه، وهناك من هو بأمس الحاجة إليه في نفس الوقت؟! ليس المقصود هنا أن نتبرع بالشيء السيء، بل المقصود أن نتبرع بما لا نحتاج إليه من الفائض أو ما ليس لنا به حاجة.
الآن كن صاحب عزيمة وقم إلى ما لديك من ممتلكات سئمت منها أو فاضت عن حاجتك، وخذها إلى جارك صاحب الحاجة أو إلى أقرب جمعية خيرية.
وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلِيقٍ، وَإِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً، فَأَكْثِرْ مَاءَهَا، وَاغْرِفْ لِجِيرَانِكَ مِنْهَا» أخرجه مسلم.
صدقني… لن تخسر كثيراً، بل على العكس أنت الرابح الأكبر.
# فينا_ خير