ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة أضحت مشغولة ومتحيرة في أمرها بين مطالب حليفتها في حربها ضد تنظيم (داعش) الإرهابي في سوريا؛ وهي تركيا العضو المهم في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وبين قوات كردية في سوريا تحظى بدعم أمريكي ولعبت دورا مهما في إلحاق خسائر بداعش على مدار 5 أعوام من عمر الصراع السوري.
وقالت الصحيفة – في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني – إن الخوف الأكبر لدى واشنطن يتمثل حاليا في إمكانية أن تتسبب العداوة بين تركيا وأكراد سوريا في تحويل الاهتمام عن قتال تنظيم (داعش).
ونقلت الصحيفة عن جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قوله إن “الاشتباكات الدائرة بين الأكراد وتركيا على مدار الأيام الماضية لم تساعدنا في التقدم بجهودنا ضد داعش”.
وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من دعم واشنطن لمطالب تركيا بضرورة تراجع الأكراد عن المناطق الحدودية في سوريا، حرصت واشنطن أيضا على عدم استعداء قوات سوريا الديمقراطية التي تتألف من الأكراد.. فيما ذكر بيتر كوك المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إننا ندعم تماما قوات سوريا الديمقراطية في جهودها لهزيمة داعش.
وأشار كوك:” أن قوات سوريا الديمقراطية أثبتت أنها قوة قادرة ويمكن الاعتماد عليها، لذلك فإن دعمها سوف يستمر فهم قاتلوا بشراسة وبذلوا التضحيات من أجل تخليص سوريا من هذه الجماعة الارهابية “اي داعش”/ على حد قوله.
وأشارت الصحيفة إلى أن المجلس العسكري لمدينة جرابلس السورية والذي تشكل من جانب قوات سوريا الديمقراطية أعلن يوم أمس عزمه الانسحاب إلى المناطق الجنوبية من نهر سيجور – لا شرق نهر الفرات كما تريد تركيا…
وقال في بيان له “إننا نعلن تراجع قواتنا نحو جنوب نهر سيجور لحماية حياة المدنيين، لذا فإن تركيا وقوات المعارضة السورية لن تملك حاليا اي مبررات لاستهداف القرى والمدنيين”.
ومن جانبها أعربت الصحيفة الأمريكية عن خشيتها من إمكانية أن يؤدي هذا الأمر إلى مزيد من المواجهات العنيفة مع تركيا وحلفائها بالقرب من مدينة منبج.
من جانبه، نفى شيرفان درويش وهو متحدث باسم المجلس العسكري المحلي، المتحالف مع الأكراد، صحة التقارير التي صدرت عن ارسال “وحدات حماية الشعب” وهي قوات كردية وتعد الجناح العسكري للحزب الكردي السوري الرئيسي لأي تعزيزات إلى منبج لصد أي هجمات من جانب تركيا أو حلفائها… مؤكدا في الوقت ذاته أن لديهم خطوطهم الدفاعية وأنهم على استعداد للدفاع عن منبج.
جدير بالذكر أن البنتاجون حث مؤخرا حلفاء الولايات المتحدة (تركيا والأكراد) لوقف قتال بعضهما البعض وإعادة تركيز جهودهما في قتال داعش معتبرا الاشتباكات الاخيرة بينهما “غير مقبولة”.
وتصاعدت حدة التوترات خلال الأيام الأخيرة على خلفية توغل القوات التركية، المدعومة من جانب الولايات المتحدة، بالمناطق الحدودية في شمال سوريا حتى استولت على مدينة جرابلس وحررتها من قبضة داعش.
بيد أن القوات التركية بالتحالف مع قوات المعارضة السورية تقدمت عقب ذلك جنوبا وغربا للاشتباك مع القوات الكردية التي تعتبرها أنقره ذراعا مسلحا لحزب العمال الكردستاني المحظور داخل أراضيها.